منوعات

ابني مريض نفسي.. نرصد معاناة الأمهات مع أبنائهن المرضى

الثلاثاء 06/أبريل/2021 - 01:52 ص

تقرير - خديجة العادلي

ابني مريض نفسي.. تلك جملة لسيدات عظيمات وصاحبات رسالة سامية، وهي المحافظة على الحالة النفسية لأبنائهن، ولكن هذه الرسالة في حد ذاتها تجعلهن يعشن في حالة من الصراع الشديد، لأنه إذا كانت لديهن القدرة على التحمل، فإن المحيطين بهن، لا يتحملون مثل هذه الحالات، ويحاولون البعد عنها بكل الطرق.

ولأن «هير نيوز» جريدة نسائية من الطراز الأول، وتهتم بجميع السيدات، فقررت أن تدخل إلى منازل أمهات المرضى النفسيين، وترصد ما يدور بها من أحداث، بغرض التخفيف عنهن ومواساتهن، والشد من أزرهن.

ابني مريض نفسي

قالت السيدة أم كريم: "إن ابنها كريم يُعالج لدى طبيب أمراض نفسية وعصبية، ولكنه ليس مريضًا نفسيًا، وإنما يُعاني من التوتر نتيجة الظروف التي نشأ فيها".

وأضافت، أن الحكاية بدأت منذ أن توفي زوجها، في حادثة بعد زواجهما بعام ونصف، وترك لها "كريم" وعمره شهور، ووقتها لم يكن لديها مصدر رزق تستطيع منه الإنفاق على نفسها ونجلها اليتيم، ولا يوجد حتى معاش صغير تدبر أمورها منه، لأن زوجها توفي صغيرًا في السن، لم يتعد 22 عامًا.

أكدت "أم كريم" أنه بعد وفاة زوجها أخذها شقيقها المتزوج لتقيم معه برفقة زوجته وأبنائه، ومن هنا بدأت الحياة تكشر عن أنيابها، تجاه "كريم"، لأن زوجة شقيقها، كانت تعامل كريم بكل قسوة، وتتذمر من تصرفاته، وتحرمه من أبسط حقوقه في الحياة، وحاولت أن تتغاضى عن ذلك، حتى لا يتذمر شقيقها، وهي لا يوجد لها مأوى آخر.

لفتت "أم كريم" إلى أنها صبرت وتحملت كثيرًا، حتى تستمر في إقامتها مع شقيقها وزوجته، ولكن زوجة شقيقها لم تكف عن تدبير المكائد، ومضايقة كريم وإهانته وحرمانه والتمييز بينه وبين أبنائها، مما أصاب كريم بحالة نفسية سيئة، فقررت معها الانتقال إلى منزل شقيقها الثاني لتقيم معه، برفقة زوجته وأبنائها.

وأشارت" أم كريم" إلى أن الأمر لم يختلف كثيرًا، ولكنها على حد تعبيرها انتقلت من سيئ إلى أسوأ، واشتد الصراع، حتى تقدم لها شاب متزوج ولديه أبناؤه ويريد الزواج منها، ويعامل ابنها أحسن معاملة ويحضر له جميع ما تشتهي الأنفس، مضيفة أنها شعرت بسعادة غير عادية واعتقدت أن هذا الشخص المتقدم لها، هو طوق النجاة من زوجات أشقائها الذين أصابوا كريم بحالة من الاختناق، ولكن السعادة لم تستمر سوى شهور وبعدها بدأ يتذمر من وجوده، وأصبح مجرد وجوده يمثل له حالة من الضيق، لأنه يذكره بأن هذه الزوجة تزوجت شخصًا قبله، ومارست علاقة حميمة وأنجبت هذا الطفل.

وقالت "أم كريم": بعد أن أنجبت أبناء أخرين من الزوج الجديد بدأ الضيق من وجود كريم يزيد، والتمييز يزيد، وهو ما أثر على نشأة كريم تأثيرًا سيئاً، ومرت السنوات، وكريم لم يجد أحدا طوال هذه السنوات يحنو عليه، بخلاف أنني أتعرض لصراعات رهيبة، وهذا ينعكس على تعاملي مع كريم، فهو دائما من يتذمر من وجوده، ويغلق الأبواب في وجهه.

وتابعت "أم كريم" أنه بمجرد أن وصل كريم 15 عامًا، قام زوجها بطرده من البيت، ولكنها كانت تتابعه من بعيد، لأن زوجها طلب منها قطع العلاقة به، لأنه شاب كبير وعليه أن يشق طريقه، بعيدًا عنها ولا ينفق عليه من أمواله.

أشارت "أم كريم" أن حياة كريم وبكائه المستمر وحالته النفسية، وتنقله بين الغرف المؤجرة وإقامته بمفرده، طوال هذه السنوات، جعله في حالة عصبية شديدة، حتى عندما يأتي لزيارتي وإخوته يتكلم بصوت مرتفع ويحتد في التعامل فجعل إخوته ينفرون منه وبعد وفاة والدهم قاموا ببيع شقة والدهم وشراء أخرى في مكان آخر ورفضوا أن يعرف كريم مكانها، لأنهم لا يريدون فضائح على حد قولهم.

عادت الأم لتؤكد أن نجلها كريم لم يكن مريضاً نفسياً، ولكن الظروف والضغوط النفسية التي تعرض لها، تسببت في إصابته بهذا المرض، لافتة أن كريم أصبح يعمل من أجل شراء احتياجاته من الأدوية اللازمة لعلاجه من المرض النفسي الذي أصيب به جراء الظروف النفسية التي تعرض لها، وهو ما أكده لنا أستاذ المخ والأعصاب الذي يتابع معه كريم.

التقطت نهلة أطراف الحديث، وقالت: إن لديها ابنة مريضة نفسيًا، ولكنها رفضت ذكر اسمها، وقالت: إن سلوكيات نجلتها المريضة، تحتاج نوعًا من الصبر الشديد، وتشعر بالقلق على مستقبلها، لأنها تكرر الكلام مرات كثيرة، وتحدث مشاكل في أي مكان تذهب إليه، لأن المحيطين لا يتحملون طباعها.

تابعت "نهلة"، أنه نجلتها المريضة تعرضت لظروف نفسية سيئة أثناء إقامتها برفقة حماتها في بداية حياتها الزوجية.