النيابة تستمع لأقوال الإعلامي عبد الناصر زيدان في بلاغه ضد مروان حمدي
للأمهات في عيدهن.. سامحونا على التقصير
السبت 20/مارس/2021 - 09:35 م
قدّست الأديان السماوية الأم وعظّمت دورها وحضت على البر بالأمهات والآباء.. وعلمتنا الحياة أن أحد قوانين نواميسها كما تدين تدان فما تفعله مع آبائك سيرده إليك أبنائك.. أقول هذا الكلام فيما يحتفل المصريون بعيد الأم حيث يتسابق الأبناء البررة في تقبيل أيدي أمهاتهم طالبين رضاها وهم يقدمون بين يديها هدية كل على قدر استطاعته.
*في هذه المناسبة يتجاذبني مشهدان.. ولكن هيهات بين صغير وكبير:
الأول: طفل صغير طلب من والده أن يحضر له حصالة يدخر فيها جزءًا من مصروفه اليومي.. ويوم 19 مارس استأذن الصغير من أمه أن يذهب وحده لشراء بعض الألعاب وعاد حاملًا لفافة صغيرة وعندما استفسرت منه الأم عن حقيقة ما قام بشرائه تَعلل بأنه لم يجد شيء مُناسب ودخل غرفته ووضع اللفافة في مكان أمين..
وفي يوم عيد الأم تقدم الصغير إلى أمه ووضع قبلة حانية على خدها قائلًا: "كل سنة وأنتِ أمي نبع حناني سر وجودي كل سنة وأنتِ ونسي وحلمي.. وأعطاها الهدية ووسط دموع الأم أخرج الزوج هديته، قائلًا: "كل سنة وأنتِ نور حياتنا".
عادت الزوجة بمخيلتها إلي الوراء حينما كانت في عمر وليدها وتذكرت كيف أنها لجأت لنفس الحيلة لتفاجئ أمها رحمة الله عليها بهديتها وزرفت عيونها دمعًا.. خرت الأم ساجدة لله شكرًا على هذا الحب ودعت الله أن يحفظ أسرتها من كل سوء.
الثاني: شاب في ريعان شبابه يضيع وقته عابثًا بين أصحاب السوء، طلب من أمه التي تشقي وتتعب من أجل توفير لقمة عيش مبلغًا من المال فأخبرته بأنها ليس بمقدورها توفيره فالمبلغ كبير، فما كان منه إلا أن تطاول عليها بالسباب وحاول إيذائها لولا تدخل الجيران.. هذا الشاب لم يكن سوى ابن عاق.. وفي عيد الأمهات كان وحيدها داخل زنزانة جراء ما ارتكب في حق نفسه بينما هي تبكي وتسلك كل السبل لإخراجه مما هو فيه.
إنها الأم التي أمرنا الله بالإحسان إليها وأمرنا الرسول الكريم بطاعتها ففي دعائها سر التوفيق، إنها الأم التي نحلم دائما أن نرى ابتسامتها فهي الحب والحنان، وما ورد في الحديث: "إذا ماتت الأم نزل ملك من السماء يقول: يا ابن آدم؛ ماتت التي كنا نكرمك لأجلها، فاعمل لنفسك نكرمْك".
.. للأمهات في عيدهن سامحونا على التقصير.. بالطبع قصرنا وأنتم أهل السماح.
