القراءة بالعربية للجنين.. كيف تشكل مستقبل طفلك اللغوي والعقلي؟

الجنين يتأثر بالكثير من الأشياء أثناء الحمل والتي من بينها الحالة المزاجية للأم، كما أنه يستطيع السمع في مرحلة معينة من عمره داخل الرحم وهنا يأتي دور الأم في تشكيل الذوق الخاص به فالاستماع إلى القرآن وقراءة الكتب بصوت مسموع لها تأثير في تطوره اللغوي فيما بعد، وبما أن يصادف اليوم الاحتفال باللغة العربية والذي يأتي كل عام في يوم 17 ديسمبر، سوف نوضح مدى تأثير القراءة باللغة العربية على الجنين.

التعرف المبكر على الخصائص اللغوية

أظهرت أبحاث حديثة أن الأجنة يمتلكون قدرة على تمييز الخصائص اللغوية للغتهم الأم قبل الولادة فالاستماع المتكرر للغة العربية مثل القصص أو القرآن الكريم يساعد الجنين على تمييز نبرة وإيقاع اللغة حيث  يتعرف دماغ المولود الجديد على الخواص الصوتية للغة التي سمعها في الرحم، حيث يبدأ الجنين في سماع الأصوات الخارجية والتعرف عليها بين الأسبوعين 23 و27 من الحمل. 

تحفيز النشاط العقلي

كما رصد الباحثون زيادة في النشاط العصبي لدى حديثي الولادة عند تعرضهم للغة الأصلية التي سمعوها أثناء الحمل، هذا وتعتبر القراءة للجنين حجر الزاوية لتطوير مهارات القراءة والكتابة مستقبلاً، حيث تضع الأساس لتعلم اللغة وتطوير المفردات، بالإضافة إلى أنها تنمي مهارات الاستماع والإنصات لدى الطفل منذ كونه جنيناً.

تعزيز الترابط العاطفي واللغوي

إن القراءة بصوت عالٍ باللغة العربية تساهم في التعود على صوت الأم مما يجعل صوت الأم مألوفاً ومصدراً للأمان، مما يسهل عملية التواصل اللفظي بعد الولادة، كذلك البدء بالقراءة في وقت مبكر يغرس في الطفل ارتباطاً إيجابياً بالكتب واللغة.

التطور العصبي لمراكز اللغة

أثبتت دراسات تم إجراءها في أواخر 2023 وتم تأكيد نتائجها في 2025 أن اللغة التي يسمعها الجنين تشكل مسارات في دماغه تدعم مراكز اللغة، كما أن سماع القرآن الكريم أو الموسيقى الهادئة بالعربية يعزز النمو العاطفي والعقلي للجنين، لذا يُفضل البدء بالقراءة اليومية بنبرة هادئة وواضحة ابتداءً من الشهر الخامس أو السادس، فهذا لا يبني لغة طفلك فحسب، بل يمنحه شعوراً بالاستقرار النفسي.