هل تُقبل توبة تارك الصلاة دون قضاء ما عليه؟ «الإفتاء توضح »
ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية ، عبر موقعها الرسمي، جاء نصه : “ هل تُقبل توبة تارك الصلاة دون قضاء ما عليه؟ ”.
وتعرض "هير نيوز" تفاصيل الإجابة الخاصة بدار الإفتاء المصرية على هذا السؤال ، وذلك من خلال السطور التالية.
هل تُقبل توبة تارك الصلاة دون قضاء ما عليه؟

أجابت دار الإفتاء على ذلك السؤال، موضحةً أن قضاء الصلوات المفروضة التي فاتت المسلم واجب باتفاق الأئمة الأربعة، مستندةً إلى حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «اقْضُوا اللهَ الذي لَهُ، فَإِنَّ اللهَ أَحَقُّ بِالْوَفَاءِ» رواه البخاري.
وأشارت الدار إلى أن من فاتته صلوات فعليه أن يقضي مع كل صلاة يؤديها صلاة أخرى من جنسها حتى يغلب على ظنه أنه قضى ما فاته، أما إن أدركه الموت قبل أن يتم قضاء جميع الصلوات، فإن الله يتجاوز عنه برحمته وفضله.
وأكدت دار الإفتاء أن الصلاة فريضة لا تسقط عن المسلم البالغ العاقل، وأن القول بالاكتفاء بالتوبة دون قضاء الصلوات قولٌ باطل يخالف إجماع الأمة.
واستشهدت الدار بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ نَامَ عَنْ صَلَاةٍ أَوْ نَسِيَهَا فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا»، وبحديثه الآخر: «فَدَيْنُ اللهِ أَحَقُّ أَنْ يُقْضَى»، موضحةً أن الصلاة دين في ذمة العبدلا يُرفع إلا بأدائها.
وأوضحت الدار أن التوبة من ترك الصلاة ترفع الإثم فقط، لكنها لا تعفي من قضاء الفروض التي فاتت، لأن أداء الصلاة هو الذي يبرئ ذمة المسلم أمام الله، ناصحةً الدار من تاب أن يبدأ بالقضاء تدريجيًا، بأن يصلي مع كل فرض حاضر فرضًا فائتًا، حتى يطمئن أنه أدّى ما عليه من صلوات سابقة.
من جانبه، أوضح الشيخ أحمد صبري، الداعية الإسلامي، أن الصلاة عماد الدين وركن لا يُترك، وذكر أن هناك قولين في حكم الصلوات الفائتة: الأول بوجوب قضائها جميعًا، والثاني، وهو ما يميل إليه في حال كانت كثيرة جدًا، أن التوبة الصادقة تجبّ ما قبلها، مع الإكثار من النوافل لتعويض النقص في الفرائض، مضيفًا عبر الموقع الرسمي لـ«الإفتاء» أن من يعرف عدد الصلوات التي فاتته فعليه قضاؤها في أي وقت، دون اشتراط ترتيب محدد، لأن الترتيب يسقط إذا فات وقت الصلاة.
كيفية قضاء الصلوات الفائتة لسنوات طويلة
وأوضح الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن الصلوات التي تركها العبد تُعد دينًا في ذمته لا يسقط إلا بأدائها، وأن التوبة أو الاستغفار وحدهما لا يكفيان لإسقاط هذا الحق، لأن دين الله أولى أن يُقضى، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم حين سُئل عن قضاء الصيام عن الميت فقال: «فَدَيْنُ اللهِ أَحَقُّ أَنْ يُقْضَى».
وبيّن «ممدوح»، أن من ترك الصلاة لسنوات طويلة، كمن انقطع عنها ثلاث سنوات مثلًا، يمكنه أن يبدأ بالقضاء تدريجيًا، بأن يؤدي مع كل صلاة حاضرة صلاة فائتة من جنسها حتى يستوفي ما عليه دون مشقة، مشيرًا إلى أنه يجوز لمن عليه صلوات كثيرة أن يؤديها بإيجاز دون الإخلال بأركانها، كالاكتفاء بقراءة الفاتحة والتسبيح في الركوع والسجود، حتى لا يصيبه الملل أو الكسل ويتمكن من قضاء ما عليه بيسر.