الاتهام بالجنون وعدم الإيمان.. نظرة المجتمع لمريض الوسواس القهري

إن مرض الوسواس القهري ليس له أسباب واضحة سوى التوتر والقلق فهو مجرد فكرة تسيطر على العقل لا يتم التخلص منها سوى بالإنصياع لها، حيث يشعر مريض الوسواس أنه في دائرة لا تنتهي من صراعاته اليومية مع هذا المرض.

معدلات الإصابة بالوسواس القهري 

يُصيب هذا المرض من 1% إلى 3% من الأشخاص أي بمعدل شخص من كل 40 شخص، هذا وأثبتت دراسة علمية جديدة أنه وبنسبة 83% مُعرض مريض الوسواس القهري للموت مقارنة بغيره ممن هم غير مصابين بنفس المرض. 

أعراض المرض

إن من أعراض الـ "OCD" وهو مرض الوسواس القهري هو سيطرة أفكار وسواسية قهرية متكررة في عقل المريض ولا يشعر بالراحة سوى بتنفيذ تلك الأمور مع العلم أنها راحة مؤقتة لأنه سرعان وما يصطدم بفكرة آخرى مُلحة يضطر الخضوع لها وهكذا، وتأتي هذه الأفكار في صورة غسيل اليدين المُفرط، التنظيم المٌبالغ فيه للأشياء كأن يظل الشخص يضع قطعة ملابس لمدة ساعة في خزانته بالشكل الذي يٌحقق له الراحة، أو التحقق من إغلاقه للمصباح قبل الخروج من المنزل فقد يعود للمنزل أكثر من مرة للتأكد من ذلك، كما يوجد وسواس في الصلاة من ناحية عدد الركعات التي تم تأديتها أو الوضوء في نسيان غسل عضو في الوضوء أم لا.

نظرة المجتمع لمريض الـ "OCD"

لازال الناس في مجتمعنا ينظرون لمريض الوسواس القهري أنه شخص مُصاب الجنون وأنه ما يفعله غير منطقي، وهذا بالفعل ما يقوله لنفسه مريض الوسواس القهري أن ما يفعله غير منطقي لكن تلك الجملة لا تُسبب له الراحة ولكن خضوعه للفكرة التي تُسيطر عليه هو ما يجلب له الراحة المؤقتة، بل يصل بالبعض اتهام هذا المريض بعدم القرب من الله وأن إيمانه ضعيف، وهذا أمر يقع في نفسه ويُسبب له آلم نفسي خاصة وإن كان ليس على دراية بمرضه.

إن من أساليب العلاج لهذا المرض هو أن يُحاط المريض ببيئة داعمة له ومتفهمة لما يمر به وإلا من السهل أن يحدث له انتكاسه أثناء رحلة علاجه مما يتطلب جهد مُضاعف منه للعلاج.