رئيس مجلس الأدارة
خالد جودة
رئيس التحرير
هند أبو ضيف
هير نيوز هير نيوز
رئيس مجلس الأدارة
خالد جودة
رئيس التحرير
هند أبو ضيف

رمضان في ليبيا | الذوقة وقهوة الكزبرة والسفنز أبرز العادات

هير نيوز

تتميز كل دولة بطقوس معينة عند الاحتفال بأول أيام شهر رمضان الكريم، فهناك من يهتم بشراء الزينة وتعليقها فى المنزل أو الشارع وشراء الفوانيس لأطفاله، وتحضير الأطعمة المختلفة وهكذا كل دولة عربية تتميز بطقوس معينة، ونستعرض فى هذا التقرير، أبرز عادات الأسر في ليبيا فى أول أيام شهر رمضان.

أول يوم رمضان في ليبيا

تستعد الأسر فى ليبيا مثل باقى الدول العربية بشراء المستلزمات الغذائية الأساسية، وتنظيف المنازل وتزيينها وشراء الملابس الجديدة، خاصة للأطفال، وفي أول أيام شهر رمضان، تستيقظ الأسر قبل الفجر لتناول وجبة السحور، والتي عادة ما تتكون من الأطعمة الخفيفة مثل اللبن والتمر والخبز.

رمضان فى ليبيا

وقبل أذان المغرب تتجمع أفراد الأسرة الواحدة حول مائدة الإفطار، والتي عادة ما تجمع بين الأطباق المحلية والإيطالية، وأطباق المغرب العربي، ومن أشهر الأطباق الليبية هي حساء الشعير، والبوريك، والكفتة، والبراك، والبازين "مكون من دقيق الشعير"، والمبكبكة، والكسكسي، والعصبان "أكلة تصنع من أمعاء الخراف أو البقر أو الإبل المحشوة بالأرز واللحم"، والمحمصة، والشرمولة "عجينة زبيب تطهى مع البصل في زيت الزيتون ثم تضاف إليه التوابل".

وتعد القهوة المحلاة بحبة الكزبرة، وكوب الحليب والتمر، من الطقوس الليبية في رمضان، وبعد الانتهاء من تناول وجبة الإفطار، تذهب أفراد الأسر لأداء صلاة العشاء، ثم التراويح، ثم ينطلقون في الشوارع، وتقام السهرات الرمضانية، والتي عبارة عن أنشطة فنية تراثية ودينية مثل الإنشاد الصوفي.

وتعد حلوى "السفنز" من الحلويات المشهورة فى ليبيا وتتكون من الدقيق والزبد والسمن، وتتكون على شكل دوائر وتُقلى في الزيت وتؤكل ساخنة، بعد أن تغمس فى سكر غير مطحون، أو العسل، أو دبس التمر.

وهناك عادة ليبية تسمى بـ"الذوقة"، حيث تحرص النساء على تبادل التهانى بشهر رمضان، كما يتبادلن ما يطبخنه مع جاراتهن خلال الشهر الفضيل.

رمضان في ليبيا

يعمل حوالي ثلاثين متطوعًا من سكان تاجوراء، إحدى الضواحي في شرق العاصمة الليبية، يوميًا في طهي وتقديم نحو ثلاثمئة وجبة خلال شهر رمضان، في إطار حملة تضامن تسلّط الضوء على طبق ليبي تقليدي.

ويوحّد رجال من مختلف الأعمار جهودهم من أجل تحضير البازين، وهي من المخبوزات الليبية المصنوعة من الشعير والتي تُقدّم مع الحساء، كجزء من حملة تجمع بين التعاضد الاجتماعي وتقاليد الطهي لتوزيع وجبات مجانية على الصائمين خلال الشهر الفضيل.

ويوازي البازين العصيدة من دقيق الذرة ("polenta") الإيطالية أو وجبة فوفو ("fufu") المشهورة في غرب إفريقيا، وهو طبق أمازيغي في الأصل يُعتبر وجبة عائلية كلاسيكية من إقليم طرابلس ("تريبوليتانيا")، المنطقة الشمالية الغربية التاريخية من ليبيا.

كما يشكّل البازين رمزًا للمشاركة لدى الليبيين، وعادة ما يتم تناوله باليد من طبق مشترك يجلس حوله الضيوف على الأرض.

ويقول سالم عمران، وهو أحد الطهاة المشاركين في المبادرة التي تبلورت بعد ثورة 2011 التي أطاحت بنظام معمر القذافي: "في الماضي، كان هذا الطبق مقتصرًا على المنازل"، حيث كانت تعدّه النساء ويُقدّمنه "للأقارب والجيران".

ويوضح الرجل البالغ 60 عامًا لوكالة "فرانس برس"، "نحن نقدّم هذه الوجبات لكلّ من يقصدنا".

ويدور بجانبه رجال في مجموعات ثلاثية حول قدر كبير، وفي أيديهم عصي طويلة يخلطون فيها دقيق الشعير في الماء المغلي المملّح.

وبعد طهيها لمدة ساعة على الأقل، تُعجن العجينة الساخنة وتُقسّم إلى قطع صغيرة، تُحوّل بدورها إلى أشكال مخروطية شبيهة بالقبب، ثم توضع في وعاء مع يخنة الفول والطماطم والبهارات.

أكلات ليبية

توضع العجينة في وعاء مع يخنة الفول والطماطم والبهارات- غيتي

وتغيب اللحوم، التي كانت عنصرًا ضروريًا في هذه الوصفة، عن هذا الصنف الغذائي حاليًا بسبب ارتفاع أسعارها. لكن المتطوعين يتكيفون مع الوضع.

ويقول عصام الطيب (57 عامًا) وهو من سكان تاجوراء جاء للمساعدة في المبادرة: "انتقلنا من قدر إلى وعاء، ثم من وعاء إلى اثنين، وبتنا نقدّم حاليًا ما بين 300 إلى 400 وجبة يوميًا".

وفي العاصمة طرابلس، على بعد حوالي 22 كيلومترًا، نوع آخر من المعجنات المقلية يحتل حيزًا واسعًا على المائدة الرمضانية: السفنز، وهو أشبه بكعكة "دونات" مقلية طرية مصنوعة من العجين المخمر، عادة ما تكون محشوة بالبيض أو مغمّسة في العسل.

وبعدما كان من الأطعمة الرخيصة نسبيًا المباعة للمارّة في الشوارع، بات السفنز ترفًا لليبيين كثيرين بسبب الغلاء المعيشي.

ولا تزال ليبيا تكافح من أجل التعافي من سنوات الحرب التي أعقبت مقتل القذافي في عام 2011. كما أن البلاد منقسمة بين إدارتين متنافستين في طرابلس في الغرب، وبنغازي في الشرق.

وعلى الرغم من امتلاكها أكبر احتياطيات نفطية في إفريقيا واحتياطيات وفيرة من الغاز الطبيعي، أدى عدم الاستقرار المستمر إلى تقويض الاقتصاد، وأثّر بشكل كبير على مستوى المعيشة في ليبيا.

ويقول محمد صابر، الذي يدير متجرًا للسفنز على مشارف طرابلس إن الزبائن "يشترون في حدود إمكانياتهم"، مضيفًا: "اليوم، يبلغ سعر علبة البيض 20 دينارًا (حوالي 4 دولارات)، ما رفع سعر سفنز البيض إلى 3,5 دنانير"، بعدما كان لا يتخطى بضعة قروش.

تم نسخ الرابط