بقلم مها عبدالله: الدوسري وزيرا وقائدا

في عالم الإعلام المتغير، تبرز القيادة كعامل حاسم في رسم مستقبل المشهد الإعلامي وصياغة تأثيره. ويتجسد هذا المفهوم بوضوح في شخصية وزير الإعلام السعودي سلمان الدوسري، الذي أظهر خلال لقائه في برنامج «الليوان» نموذجًا متكاملاً للقائد الإعلامي الذي يجمع بين الرؤية الاستراتيجية والقدرة على التأثير الفعّال.
خلال الحوار، قدّم الدوسري رؤية واضحة لمستقبل الإعلام السعودي، تقوم على مفهوم الحرية المنضبطة، حيث توازن بين الانفتاح الإعلامي والمسؤولية الوطنية. وأكد أن الإعلام السعودي ليس مجرد أداة لنقل الأخبار، بل هو قوة مؤثرة تعكس مكانة المملكة وتعزز دورها على الصعيدين المحلي والدولي.
طرح الوزير نهجًا يعكس فهمًا عميقًا لدور الإعلام في تشكيل الرأي العام، مشددًا على أهمية المصداقية والمسؤولية كركائز أساسية لأي منظومة إعلامية ناجحة. وهو بذلك يقدم نموذجًا للقائد الإعلامي الذي يدرك تحديات العصر الرقمي ويعمل على تحويلها إلى فرص تسهم في تعزيز القوة الناعمة للدولة.
مما يميز سلمان الدوسري قائدا ليس فقط قدرته على وضع رؤية استراتيجية، بل أيضًا امتلاكه لمهارات التواصل الفعّال، والقدرة على الإقناع وإدارة الحوارات بذكاء وحنكة. يتمتع الدوسري أيضًا بمرونة عالية في التعامل مع المتغيرات الإعلامية، مما يجعله قادرًا على قيادة التحول الإعلامي في المملكة وفق نهج متوازن يجمع بين التطور التقني والثوابت الوطنية.
القيادة الإعلامية ليست مجرد منصب، بل مسؤولية تتطلب اتخاذ قرارات حاسمة في أوقات حساسة. والدوسري نجح في إظهار توازن دقيق بين الحزم والمرونة، من خلال طرحه أفكارا تعكس إلمامه بالتحديات التي يواجهها الإعلام اليوم، سواء على مستوى المحتوى أو تأثير الذكاء الاصطناعي والمنصات الرقمية.
كما أن تبنيه استراتيجية إعلامية قائمة على تعزيز قوة الإعلام السعودي في التأثير، يؤكد أنه لا ينظر إلى الإعلام كوسيلة نقل أخبار فقط، بل كأداة قوة ناعمة تعزز حضور المملكة عالميًا وتسهم في تشكيل صورة إيجابية عنها.
يمثل سلمان الدوسري نموذجًا متكاملاً للقائد الإعلامي الذي يجمع بين الخبرة، والرؤية المستقبلية، والقدرة على إدارة التحولات الإعلامية بفعالية.
في زمن يشهد تغيرات إعلامية متسارعة، تحتاج الدول إلى قادة إعلاميين قادرين على التكيف والتطوير، وهذا ما يجسده الدوسري من خلال طروحاته ورؤيته العميقة لدور الإعلام السعودي في المستقبل.