ملكة بريطانيا توجه رسالة إلى فرنسية اغتصبها 72 رجلا بمساعدة زوجها

أرسلت ملكة بريطانيا كاميلا زوجة الملك تشارلز الثالث ملك بريطانيا رسالة دعم إلى ضحية الاغتصاب الجماعي الفرنسية جيزيل بيليكوت، وفقا لصحيفة الاندبندنت.
ووصل ظرف يحمل ختم العائلة المالكة البريطانية وملكة بريطانبا ضمن آلاف رسائل الدعم إلى بيليكوت، في أعقاب صراعها ضد زوجها والرجال الذين اغتصبوها، وصرح محامي بيليكوت، أنطوان كامو، لصحيفة لوموند: "لقد صُدمت وتأثرت وفخورة للغاية عمدما علمت ان المعركة وصلت الى دائرة اهتمام العائلة المالكة البريطانية وملكة بريطانيا ".
خدرها زوجها على مدار 10سنوات واغتصبها 72 رجلا
برزت بيليكوت كرمز شجاع ضد ثقافة الاغتصاب، حيث سُجن زوجها بتهمة تخديرها وتجنيد عشرات الغرباء لاغتصابها أثناء تصويرها، شهدت محاكمة الاغتصاب الجماعي التي استمرت ثلاثة أشهر في فرنسا العام الماضي إدانة 51 رجلاً بالسجن لمدة 428 عامًا. وحُكم على زوجها الكهربائي المتقاعد بالسجن لمدة أقصاها 20 عامًا، واختارت السيدة البالغة من العمر 72 عامًا بشجاعة التنازل عن اخفاء هويتها في المحاكمة التي عُقدت في قرية مازان جنوب شرق فرنسا.
من جانبه رفض قصر باكنجهام وملكة بريطانيا التعليق على محتوى الرسالة الخاصة. لكن قيل إن ملكة بريطانيا تأثرت بشدة بمعركة بيليكوت، وأرادت أن تُشيد بـ"كرامتها وشجاعتها"

تأتي رسالة ملكة بريطانيا بعد أن أخبرت بيليكوت الناجيات من العنف الجنسي بأنهن "لن يكنّ وحيدات أبدًا" في رسالة مؤثرة نشرتها صحيفة الإندبندنت بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، وبينما اختارتها الإندبندنت كأكثر امرأة تأثيرًا لعام 2025، سلطت بيليكوت الضوء على أن الضحايا ما زلن يناضلن من أجل العدالة - وخاصةً من يناضلن بمفردهن و"في الظلام".
ورغم مرور اشهر على انتهاء المحاكمة، قال محامي بيليكوت انه لا يزال يرسل صندوق مليء بالرسائل إليها أسبوعيًا، وفقًا لصحيفة لوموند، وتابع: "لم يمر يوم منذ انتهاء المحاكمة دون أن أفكر في الأمر، او أتلق رسالة عنه، او أتحدث عنه مع شخص قريب مني".
وتم يوم الخميس 19 ديسمبر إدانة دومينيك بيليكو ، الزوج السابق لجيسيل بيليكو، بتهمة الاغتصاب المشدد، من بين تهم أخرى، وحكم عليه بأقصى عقوبة منصوص عليها في القانون الفرنسي.
وتمت إدانة دومينيك بيليكو ليس فقط بتهمة الاغتصاب المشدد، ولكن أيضا بتهم أخرى تتعلق بالتقاط صور غير لائقة لابنته وبناته بالتبني، وكذلك اغتصاب زوجة متهم آخر في القضية يدعى جان بيير مارشال.
كما أدانت المحكمة 51 رجلا متهمين في هذه القضية، تتراوح أعمارهم بين 27 و74 عاما، بتهم الاغتصاب ضد جيسيل، التي كانت ضحية لزوجها الذي قام بتخديرها لمدة عشر سنوات لتمكين رجال كان يتواصل معهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي من اغتصابها. وتراوحت الأحكام الصادرة بحق المتهمين الآخرين بين 3 و15 عاما من السجن.
وفي تعليقها على الحكم، قالت جيسيل إنها "تحترم" قرار المحكمة، في حين انتقدت ناشطات الحركة النسوية في فرنسا هذا الحكم، معتبرات إياه "مخففا". كما أَشارت وكالة الأنباء الفرنسية إلى أن أطفال جيسيل كانوا "محبطين" أيضا من الأحكام.
أما محامية دومينيك بليكو، بياتريس زافارو، فقالت إن موكلها لم يتخذ بعد قرارا بشأن إمكانية الاستئناف، وأضافت أنه "أخذ علماً بالقرار" الذي صدر. مع العلم أنه يملك مهلة عشرة أيام في حال أراد الاستئناف.
وتجدر الإشارة إلى أن قضية جيسيل تحولت إلى رمز من رموز مكافحة جميع أنواع العنف ضد النساء، بعد أن اختارت الضحية البالغة من العمر 71 عاما كسر صمتها وتسليط الضوء على معاناتها. إذ يرى الناشطون في مجال حقوق المرأة أن هذه القضية قد أحدثت تحولا جوهريا في طريقة تعاطي المجتمع الفرنسي مع قضايا الاغتصاب والعنف الأسري.
ومنذ أن أصبحت القضية علنية، نظمت عدة تظاهرات في جميع أنحاء البلاد تضامنا مع جيسيل، حيث كان من أبرز الشعارات التي رفعت: "العار يجب أن يغير معسكره" ("Pour que la honte change de camp")، في إشارة إلى أن الجاني هو من يجب أن يشعر بالخجل، وليس الضحية.
وفي أول ردود الفعل، نشر المستشار الألماني أولاف شولتس تغريدة على منصة "إكس"، قال فيها "العار يجب أن يغير معسكره. شكرا، جيسيل بيليكو ! بشجاعة، خرجتِ من دائرة الصمت لتقاتلي من أجل العدالة".