نشطاء السوشيال يقودون حملة لغلق قنوات أغاني قرآنية.. ووزارة الأوقاف تحسم الجدل
الجمعة 20/سبتمبر/2024 - 06:48 م
سارة شعبان
أثارت قناة " أغاني قرآنية" ضجة كبيرة، الساعات الماضية، عبر مواقع التواصل، الأمر الذي دفع النشطاء لعمل بلاغات على القناة، وطالبوا بالعمل على غلق القناة لإسائتها للقرآن الكريم، والتي وصفوها بأنها تعمل على تشويه سور وآيات القرآن الكريم، حيث أظهرت القرآن بالشكل غير اللائق له.
إغلاق قناة أغاني قرآنية
وبالفعل تم إغلاق قناة أغاني قرآنية التي تضم المشاهدات العديدة، وبعد ساعات ظهرت قناة أخرى بنفس الاسم، وعدد من الصفحات عبر الفيسبوك وحسابات إنستجرام بنفس الاسم "أغاني قرآنية"، ما تسبب في غضب النشطاء معاودين الكرة مرة أخرى، بعمل العديد من البلاغات لغلق القناة والصفحات المسيئة للقرآن.
اقرأ أيضا..
رد فعل نشطاء التواصل على أغاني قرآنية
وتمكن بعض النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي من إغلاق قناة أغاني القرآنية بعد الإبلاغ عنها، وكانت القناة تضم نحو 42 ألف مشترك
بعد إغلاق القناة "أغاني قرآنية"، قام صاحبها بتدشين قناة أخرى، تضم ما يقرب من 8 فيديوهات، الفيديو الواحد حقق أكثر من 20 مشاهدة خلال ساعات قليلة، 13 ساعة من عرضه.
وطالب النشطاء باحترام القرآن الكريم، مؤكدين أن الله أمر المسلمين بتلاوة القرآن أو ترتيله، ولم يطلب منهم قرائته بإدخال الموسيقي في قرائته، حيث يقوم الشيوخ وعلماء الإسلام بتلاوته بالطريقة الصحيح وليس للتشبيه بالغناء، الذي وصفوه بأنه "محرم".
المطالبة بعمل إبلاغات لغلق قناة الأغاني القرآنية
علق الناشط علي عبد المجيد فقال: "قال تعالي (وَلَئِن سَأَلتَهُمْ ليَقُولونَ إنما كُنَّا نَخُوضُ ونَلعَبُ قُلْ ابِاللّٰهِ وآياتِهِ ورَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتهزِئّون) لا حول ولا قوة إلا بالله،... هناك قناة علي اليوتيوب يتم قراءة القرآن فيها على شكل أغاني، ما يتنافي مع قدسية القرآن الكريم"
وطالب علي عبد المجيد بعمل إبلاغات على القناة الجديدة، ليتم إغلاقها بسرعة، واصفًا وجود قناة تدعى "أغاني قرآنية بأنها "مهزله واستخفاف بالقرآن"، حيث يتم قراءة القرآن بطريقة أغاني الراب.
أما الناشط علاء الروحي فقال: "الفترة الأخيرة ظهرت فئة يسمون أنفسهم قراء للقرآن، ولكن للأسف حسبما نرى هم بعيدون عن ذلك، قراءتهم يضعون فيها موسيقى في الخلفية وأصوات ومؤثرات تحسن من أصواتهم وتغيرها تمامًا، وتصبح كالموسيقى تمامًا وكأنها ليست أصواتهم وهي أقرب لأصوات الآلات وكل هذا غير مقبول".
كما كشف الناشط حسن فايز عن "وجود أخطاء في التجويد والنطق في القناة، وفي الحديث شديد التحذير ذكر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حديث عندما يقضي الله في عباده يوم القيامة حتى وصل عند ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال: فما عملت فيها؟.. قال: تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن.
قال: كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال: عالم وقرأت القرآن ليقال: هو قارئ فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار".
بيان دار الإفتاء عن أغاني قرآنية
وفي نفس السياق، حذرت دار الإفتاء المصرية في بيان لها قبل قليل، عموم الناس من تتبع مقاطع قراءة القرآن الكريم مصحوبةً بالموسيقى أو الترويج لها، فهذا الأمر ممنوعٌ شرعًا؛ لما فيه من الاطلاع على المنكر وتهوينِ شأنِ القرآن في القلوب، والأصل إماتة المنكر بالإعراض عنه، والبعد عن الانشغال باللغو الممنوع؛ وقد وصف الله عباده المؤمنين بقوله: {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} [المؤمنون: 3]، كما أنَّ في متابعة تلك المقاطع المسيئة إعانةً على إذاعة الباطل والمنكر ومساعدةً له في الانتشار بكثرة عدد مرات المشاهدات.
وحثَّت دار الإفتاء المصرية في بيان لها، الجمعة، جموع المسلمين على ضرورة المبادرة إلى الإبلاغ عن هذه القنوات باعتبارها قنوات تدعو إلى الكراهية وتتضمن الإساءة إلى الأديان؛ فهذا يُعدُّ من القيام بواجبنا تجاه كتاب ربنا القرآن الكريم، كما أنَّه من الإعانة على إزالة المنكر.
وأكَّدت دار الإفتاء المصرية في بيان سابق أنَّ قراءة القرآن الكريم بمصاحبة المعازف والآلات الموسيقية أمرٌ محرمٌ شرعًا بإجماع الأمة، لما في ذلك من التهاون والتلاعب بمكانة القرآن الكريم وقدسيته، كما أنَّ فيه انتقاصًا لشأن القرآن الكريم في نفوس الناس، وأن من حق القرآن الكريم أن يُسمع في جوٍّ من السكينة والاحترام بما يليق بقدسيته وجلاله؛ قال الله تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأعراف: 204]، وتؤكد دار الإفتاء المصرية أن كل محاولات الاعتداء على القرآن الكريم قد باءت بالفشل وارتدت على صاحبها بالخيبة والخسران، وازداد القرآن الكريم نورًا وانتشارًا بحفظ الله تعالى له وتمسك المسلمين به.
ونبَّهت دار الإفتاء المصرية إلى أنَّ تحسين الصوت بالقرآن الكريم أمرٌ مستحبٌّ شرعًا؛ ففي الحديث الشريف أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالقُرْآنِ»، والضابط في ذلك: مراعاة شرط الأداء المعتبر، وعدم الإخلال بالقراءة الصحيحة من حيث مخارج الحروف وأحكامها المتلقاة بالسند المتصل من أهل الإقراء إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وأهابت دار الإفتاء المصرية بالجميع إلى ضرورة المحافظة على قدسية القرآن الكريم وعدم المساس بها حتى تتحقق الغاية التي من أجلها نزل القرآن الكريم؛ فهو كتاب هداية أنزله الله تعالى على رسوله الكريم هدًى للناس وبيناتٍ من الهدى والفرقان.
اقرأ أيضا...