الأحد 24 نوفمبر 2024 الموافق 22 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

"العنوسة".. لقب تفشى في المجتمعات العربية ولا يعرفه الغرب

الأربعاء 27/يناير/2021 - 03:06 م
هير نيوز


- إيناس حامد: على الفتاة ألا تعير فكرة السن أي اهتمام

- رفيف سعدة: يجب تسليط الضوء على الإناث اللاتي تزوجن في عمر متأخر

- لميس شعبان: استعمال كلمة عانس إحدى العادات والتقاليد البالية


"العمر مجرد رقم".. عبارة شهيرة دائما ما تقال تعبيرا عن صحة الجسد أو رجاحة العقل، إنما حين يتعلق العمر بالمرأة فهنا لا يصبح مجرد رقم بل يصبح وصمة تلازمها حتى الممات، فحين تجتاز سن الـ30 ولم يكتب لها الزواج يطلق عليها لقب "عانس"، هذا اللقب الذي لم يستطع إدراكه أحد المدربين الألمان الجنسية حين كان يشرف على أحد مشروعات التخرج لطلبة الإعلام، وكان قضيته عن العنوسة، فهذا اللقب ينتشر في المجتمعات العربية ولا تفهمه المجتمعات الغربية.

"هير نيوز" تحدثت مع عدد من استشاريات من مختلف الدول العربية لمعرفة مدى التأثير النفسي الذي يحدثه ضغط المجتمع على المرأة لرصد آرائهن في السطور التالية:

"كأن العالم سفينة نوح"، هكذا وصفت إيناس حامد، استشاري نفسي، خبيرة العلاقات الزوجية والأسرية من مصر، نظرة المجتمع إلى فكرة الزواج وتابعت قائلة: "تعود العالم على العيش في شكل زوجين، وكأننا مازلنا نعد سفينة نوح، لتمضي في خضم الحياة وهي مكتظة بزوجين من جميع المخلوقات، وهناك اعتقاد بين الناس بأن من يمشي في غمار حياته وحيدًا هو الذي يعاني من الصعاب، ومن هنا تأتي نظرة المجتمع للمرأة التي لم تتزوج ويطلقون عليها العانس، وكأن الدنيا لا يجوز أن تعيش فيها بلا زوج بأي شكل وبأي مكان، ودائما ما يقولون لها ظل رجل ولا ظل حيطة، وإذا أرادت الفتاة البحث عن ما يتوافر فيه مقومات الحياة المقبولة لا تعير أي اهتمام لفكرة السن".

وعن التأثيرات النفسية لتخطي الفتيات سن الثلاثين ذكرتها قائلة: "إن الكثير من الفتيات اللواتي تأخرن في الارتباط يتعرضن لبعض حالات القلق النفسي والضغوط العصبية بسبب ما يدور حولهن من أقاويل عن تأخرهن في الزواج من قبل العائلة، وهذا الضغط يولّد لدى البعض منهن، خصوصًا من لديهن حساسية مفرطة الاكتئاب النفسي، ويجب أن تكون أسرة الفتاة هي العامل المساعد في تخطي الفتاة لهذه الضغوط، وذلك من خلال تشجيعها على الخروج إلى العمل لتفرغ طاقاتها في جانب آخر بعيدًا عن تفكيرها حول عوامل تأخر زواجها".

ووجهت رسالة للفتيات قائلة: "لا بد أن تتأملي أيتها الفتاة قد يمنع الله عنك سوء الأقدار على هيئة تأخير الزواج، تذكري فقط لو فتح الله لنا الغيب لسجدنا شكرًا على أمور حجبها الله عنا، فالزواج يحتاج إلى شريك مناسب وليس إلى سن مناسب، فالزواج رزق والرزق من الله وحده".

"ثقاقة المجتمع الشرقي هي التي قيدت الأنثى بعمر محدد للزواج".. هذا ما ذكرته رفيف سعدة استشارية نفسية من سوريا، واستكملت قائلة: "يرى الشباب أو أمهاتهم الفتاة العشرينية باعتبارها مناسبة أكثر كونها أكثر جمالًا برأيهم، كما أن اقتراب الأنثى من سن الـ 40، وقلة فرص عدم إنجابها أيضًا له دور جعلها تخاف وتقلق وتفكر وتعد السنين التي بقيت لها".

وتابعت: "لكي تتخطى الفتاة المشاعر السلبية والآثار النفسية الناتجة عن نظرة المجتمع لبلوغها سن الـ30 لابد أن نغذي ونقوي رضا الأنثى عن ذاتها وافتخارها بنفسها ونسلط الضوء على إيجابيات هذا العمر فهو الأكثر نضوج واستقلالية، كما أنا يجب تسليط الضوء على الإناث اللاتي تزوجن في عمر متأخر وبيان نسبة نجاحهن وسعادتهن في العلاقة".

من جهتها، قالت لميس شعبان استشارية نفسية من لبنان: "إن العديد من الدراسات التي تبرز ما يميز سن الـ30 عكس ما يروّج عنه"، وأضافت "أجريت العديد من الاستطلاعات على الشباب العربي تبين منها أن قسمًا كبيرًا من الجيل الحالي من الشباب يفضلون وتجذبهم المرأة الثلاثينية، فالرجل يجد بها النضوج في شخصيتها خاصة إذا كانت تتمتع أيضا بالثقافة، فدائما في محاضراتي أنوه على أهمية العلم والثقافة لدى المرأة، فهذا يعطيها النضوج الكافي والاستقلالية".

واختتمت قائلة: "وسائل الإعلام تلعب دورا مهما للتثقيف ودحض جميع القيم والعادات والتقاليد البالية التي ينشرها المجتمع وتؤثر على المرأة، فاستعمال كلمة عانس هي من ضمن العادات والتقاليد البالية".