من المسؤول عن ارتفاع معدل «الولادة القيصرية».. السيدات أم الأطباء؟
الأحد 24/يناير/2021 - 06:10 م
تحقيق - خديجة العادلى
«أسماء سيد»: أتخوف دائمًا من الولادة الطبيعية بسبب آلام المخاض.
«عائشة عبد المنعم»: أعشق الولادة الطبيعية واضطررت لـ "القيصرية" في الحمل الثالث.
«مها إسماعيل»: مستشفيات القطاع الخاص تُفضل "القيصري" لتحقيق أرباحًا عالية.
«طبيب»: القطاع الخاص ينزل على رغبة السيدة الحامل.. و"القيصرية" لها شروط حتمية.
من المسؤول عن زيادة معدل الولادات القيصرية بين صفوف السيدات، هل السيدات أنفسهن اللواتي يلجأن للولادة القيصرية، هربًا من آلام المخاض، أما الأطباء لتحقيق مكاسب مالية كبيرة، أما أن حالة السيدات والأجنة تقتضي ذلك وقت الولادة، هذا ما سنتعرف عليه في سياق التحقيق التالي.
عائشة أحمد عبد المنعم، سيدة حامل، قالت: "إنها تعشق الولادة الطبيعية، والدكتور الذي يتابع الحمل، يعلم عنها هذه المعلومة، وأنها وضعت أول مرتين طبيعي، وعلى الرغم من أن الجنين توفى في أول مرة، فإنني كنت سعيدة لكونها ولادة طبيعية".
وأوضحت "عائشة" لـ"هير نيوز"، أن في الحمل رقم 3، انقلبت رأس الجنين في آخر الشهر التاسع لأعلى، وهو ما أنهى فرصتها في الطبيعي، واضطرها للولادة القيصرية.
"أسماء سيد"، سيدة شابة وضعها مُختلف تمامًا، فهي وأهل زوجها يخشون مخاطر الولادة الطبيعية على الجنين، حيث أشارت إلى أن أهل زوجها هم الذين نصحوها بالولادة القيصرية، منذ الولادة الأولى، تجنبًا لحدوث أضرار للجنين، خاصة وأن نجل شقيقي يعاني من تأخر عقلي، إثر تأخر ولادته الطبيعية عن الميعاد المقرر.
وأضافت "أسماء"، إن أهل زوجها توجهوا بصحبتها إلى القصر العيني؛ لإجراء عملية الولادة، وبمجرد أن استشعروا أن الطبيب أعطاها أدوية للمساعدة في الولادة، تركوا المستشفى الحكومي وتوجهوا بي إلى مستشفى قطاع خاص.
وأكملت "أسماء" حكايتها مع الولادة، قائلًة: "في الولادة الثانية، ذهبنا إلى نفس المركز الخاص لإجراء عملية الولادة، وأتيحيت لي الفرصة، لإجراء عملية ولادة طبيعية بعد القيصرية، لأن جميع أوضاعي كانت سليمة، فالجنين رأسه في أسفل البطن، ونزل الحوض، ووزنه طبيعي، ومعدل المياه متوسط، ولكنني رفضت، لأنني لا أتحمل الآم المخاض، ولا أجيد متطلبات الولادة الطبيعية، فأنا اعتادت على الولادة القيصرية".
ولم يختلف الحال مع "نيفين حسني" سيدة حامل، حيث خشى عليها طبيب النساء من الانتظار وعجل بالولادة القيصرية لحالتها الصحية التي تتطلب تدخل جراحي سريع وعاجل.
وأكدت "نيفين"، أن الطبيب هو الذي نصحها بالولادة القيصرية، لأن حالتها الصحية، تطلبت اللجوء لها، لوصول ضغط الدم إلى 220، ووصف الطبيب له بأنه عالي جدًا، وقال أنه أنه سيلجأ للقيصرية، تجنبًا لحدوث انفصال بالمشيمة، الأمر الذي يعرض الأم والجنين للخطر.
أما "مها إسماعيل" سيدة حامل، فهي إحدى ضحايا القطاع الخاص، الذي يفضل دائمًا اللجوء للولادات القيصرية،لأنها على حد وصفها تحقق أرباح مادية عالية، مع أن الحالة لم تستدع ذلك.
وأوضحت "مها"، أنها في حملها الثاني، كانت تمتلك كل مقومات الولادة الطبيعية، فالجنين رأسه أسفل، ويقع داخل الحوض منذ 15 يومًا قبل الولادة، ووزنه طبيعي، ولا توجد مخاطر على حياتها وحياة الجنين من الانتظار، وسنها مناسب فهو في العشرينيات، ومع ذلك قرر الطبيب إجراء ولادة قيصرية، بحجة أنها وضعت قيصرية قبل ذلك.
وقالت السيدة العشرينية، أنها أخطأت في توجهها لمستشفى خاص، ولو كانت توجهت لمستشفى جامعي، كانت ستحصل على فرصتها في الولادة الطبيعية، بعيدا عن حجة أنها ولادة قيصري قبل ذلك.
وبالانتقال لآراء الأطباء، فقد أوضح الدكتور أحمد رمضان أخصائي النساء والتوليد، أن القطاع الخاص ينزل على رغبة السيدة الحامل، فإذا كانت ترغب في الولادة الطبيعية، يحاول معها في الطبيعي، وإذا كانت رغبتها عكس ذلك، فما عليه إلا تلبية رغبات المترددين عليه.
وشرح أخصائي النساء والتوليد، الحالات التي يلجأ فيها الطبيب إلى الولادات القيصرية، ومنها أن تكون الحالة تعرضت لولادة قيصرية أكثر من مرة، أو أن يكون لديها ضيق في الحوض، أو قصر القامة للحالة بما يقل عن 145 سم، أو أن يكون الجنين وزنه أكبر من ارتفاع الحوض.
وأشار أخصائي النساء والتوليد، إلى أنه يتم اللجوء للولادة القيصرية أيضًا في حالة أن تكون وضعية الجنين غير طبيعية، وضعه بالعرض مثلًا أو رأسه إلى أعلى، أيضًا نوعية المشيمة المتقدمة (مشيمة سابقة للجنين) أو معيبة الاندغام، أو المياه نزلت من حول الجنين، وأيضًا إذا كانت الحالة تعاني من التهابات شديدة أثناء الولادة يتم التعرف عليها من خلال الكشف المهبلي "كشف النسا".
وأوضح أخصائي النساء أنه يتم تثقيف السيدة الحامل بأهمية الولادة الطبيعية للجسم وفوائدها، خلال فترة الحمل، ولكنه يفاجأ بسيدات تضع في اعتبارها الولادة القيصرية، وهي في الشهر الثالث من الحمل.