السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

ميار وائل..أول مصرية وعربية تقتحم مجال تصميم الصواريخ والطائرات

الأربعاء 20/يناير/2021 - 10:43 ص
هير نيوز


كانت تعشق النظر إلى السماء منذ طفولتها، لتعتزم بعد ذلك دراسة الفضاء، وتبدع في صنع إنسان آلي وطائرة بدون طيار، فعلى الرغم صغر سنها، فإنها سعت لكسر الصورة النمطية للمرأة، فى ضوء إيمانها الشديد بأن الرجل والمرأة متساويان فى خدمة الوطن بجميع المجالات، سواء كانت صعبة أو سهلة، فدرست وتخصصت وسعت فى مجال فريد، لتصبح أصغر مصرية وأول عربية تتخصص فى مجال تصميم وصناعة الطائرات الحربية والأقمار الصناعية.. إنها ميار وائل..

ميار وائل فهيم، مهندسة مصرية، 23 عامًا، استكملت دراستها في أوكرانيا بعد حصولها على كورسات أون لاين لدراسة تصميم الطائرات والصواريخ والأقمار الصناعية، معتمدًة فى ذلك على نجاحها في تصميم طائرة بدون طيار.

بعد تخرجها فى جامعة خاى الوطنية بأوكرانيا، بتقدير امتياز فى مجال هندسة الفضاء، تخصص تصميم وتصنيع الطائرات الحربية والصواريخ والروكيت، أرادت تطبيق ما درسته على أرض الواقع، وكانت وكالة الفضاء المصرية، هى سبيلها لذلك، خاصة أنها مؤسسة حديثة، وكانت تحتاج إلى كوادر علمية شابة، فانضمت إليها، وبدأت مشوارها العملى، فهى أول فتاة مصرية تقتحم عالم الفضاء بطائرة دون طيار.

كانت البداية منذ طفولتها،عندما دار في ذهنها الكثير من التساؤلات حول ما يدور في عالم الفضاء٬ واستهواها النظر والتأمل إلى السماء ساعات طوال منذ صغرها، لتعتزم دراسة ذلك المجال والتخصص فيه وتبدع في تصميم طائرة دون طيار بعد تجارب علمية سابقة مثل تصميم إنسان آلي.

ومنذ الثالثة عشرة من عمرها، بدأت تهتم بالفضاء كعلم بقراءة الكتب المتخصصة والاشتراك في دورات قريبة من المجال، وانتقلت إلى التطبيق العملي لأفكارها، وعرضتها على الأصدقاء والأساتذة بالمدرسة بشرح مبسط، فتحول الاستغراب والاندهاش إلى إعجاب وتشجيع، وأطلقوا عليها اسم" ناسا."

دخلت "ميار" مجال الفضاء من خلال عملها كمصممة طائرات وصواريخ، لتصبح أول مصرية وعربية تتخصص فى مجال تصميم وتصنيع الطائرات، كما أنها أصغر مصرية يتم تعيينها فى وكالة الفضاء المصرية، وأول امرأة تتخصص فى مجال تصميم الأقمار الصناعية فى الوكالة، وعلى الرغم من أن معظم العاملين بالوكالة من الحاصلين على الماجستير والدكتوراه، فإن ميار كانت أول سيدة فى مجال تصميم الأقمار الصناعية.

وعن تجاربها العملية٬ فقد اشتركت في مسابقة لتصميم الإنسان الآلي "الروبرت" في الصين، وهي مسابقة عالمية، وكانت في سن الرابعة عشرة، حيث قامت بكل الخطوات من تصميم وتشكيل ووضع المهمة، والمتمثلة في حمل الحمولة بديلًا عن الإنسان الطبيعي.

وكثّفت اهتمامها ومصادرمعرفتها عن الفضاء، خاصة بعد تجربة الروبرت الناجحة في الصين وعزمت على الالتحاق بجامعة تتخصص في ذلك المجال المفضل لديها، وجاءت المشكلة، بعدم وجود ذلك التخصص المباشر في مصر، مع رفض الكثير من الجامعات العالمية المتخصصة استقبال طلاب أجانب؛ لاعتقادهم بسرية مجال الفضاء واقتصار تعليمه على أبناء البلد، حتى أتيحت لها الفرصة في جامعة حكومية أوكرانية.

وكان عامها الأول بجامعة الطيران الوطنية الأوكرانية،حيث قالت "ميار"، "كان مليئا بكثير من الزهو والاعتزاز بالنفس، بسبب كونها الفتاة الوحيدة بين زملائها الأجانب في الصف، ولكونها الأجنبية الوحيدة التي كُلفت بالاشتراك في مسابقة تنظمها الجامعة للأوكران والروس".

وكانت " ميار"، أول فتاة مصرية وعربية تدخل "خاي"، و"خاي" كانت مصنعا لصناعة الطائرات في العهد السوفيتي، لكن بعد انهيار الاتحاد السوفيتي تحول المصنع إلى جامعة متخصصة في علوم الفضاء والصواريخ.

وأمام تفوقها وجديتها العلمية، كلفتها الجامعة بالدخول في مسابقة (مُخصصة للطلاب الأوكران والروس) شاركت فيها بتصميم طائرة بدون طيار مزودة بكاميرات ونظام الـجي بي إس GPS، لتصوير الأماكن من مسافات عالية للترويج للسياحة، ونجحت تجربة الطائرة، وكًرمت ميار من أساتذتها وعميد الكلية، كما كرمتها قنصل مصر بأوكرانيا مروة محمود.

وتواصل "ميار" اجتهادها، وهى المتخصصة في هندسة الصواريخ، في محاولة الاستفادة من الصواريخ وتطويرها بما يتيح للبشرية استخدامها في مجال النقل كالطائرات، فضلًا عن استخداماتها في الوصول إلى القمر واكتشافه واكتشاف الكواكب الأخرى.

وتأتي ميار إلي مصر لتلقي التدريب الصيفي في المراكز،خاصة في مركز بحوث الطيران التابع للمؤسسة العسكرية المصرية، متمنيًة أن يزداد الاهتمام بمجال الفضاء وأن تنشئ القاهرة وكالة متخصصة كالوكالة الأمريكية المتخصصة بالفضاء والملاحة "ناسا"، وتحلم بتقلد النساء المناصب العلمية الرفيعة، الأمر الذى دفعها لرفض جميع العروض التى حصلت عليها للعمل فى جامعات عربية وأجنبية.

وعن آمالها، قالت" ميار": " آمل فى أن يتطور مجال صناعة الأقمار الصناعية فى مصر، لتصبح فى مصاف الدول العلمية المتقدمة، مثل الدول الأوروبية واليابان، إلى جانب استغلال الصحراء الشاسعة التى نملكها، واكتشاف مصادر جديدة للطاقة من بترول ومعادن، وهو ما يساعد مصر اقتصاديًا فى السنوات المقبلة".




ads