الأحد 29 سبتمبر 2024 الموافق 26 ربيع الأول 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

«هير نيوز» تستطلع رأي الشباب والفتيات في «زواج التجربة».. فماذا قالوا؟

الثلاثاء 19/يناير/2021 - 08:15 ص
هير نيوز


شهدت الساعات القليلة الماضية، حالة من الاستياء والتخوفات من زواج التجربة، الذي أطلقه المحامي الدكتور أحمد مهران، بهدف تقليل نسبة الطلاق، وتخطي أولى سنوات الزواج، فالكل أجمع على أنه فكرة عبثية، وغير مُنصف، ويخالف عادات وتقاليد المجتمع المصري، والشريعة الإسلامية، ويهين المرأة والرجل.
"هير نيوز" وحاورت رجالًا ونساءً، من كل الأعمار، لتعرف رأيهم في هذا الزواج الجديد، فماذا قالوا؟!
التفاصيل في السطور التالية : 

ما هو زواج التجربة؟
تعود فكرة زواج التجربة للمحامي، الدكتور أحمد مهران، وهو عبارة عن عقد مدني ينص على تحديد فترة الزواج لمدة معينة، تتراوح بين 3 سنوات و6 سنوات، وفق شروط يضعها الزوجان في العقد.

ونشر المحامي أحمد مهران - عبر صفحته الرسمية على فيسبوك - أول عقد لزواج التجربة بعد موافقة الزوجين، مؤكدًا أنه هو الأنسب لهذه المرحلة، من أجل الحفاظ على كيان الأسرة، واستبعاد الطلاق كحل لأي من المشاكل التي تواجه الزوجين في السنوات الأولى من الزواج.

تستهدف مبادرة زواج التجربة الحد من انتشار الطلاق، الذي تزايدت نسبه في مصر، خاصة خلال السنوات العشر الأخيرة، بمعدل حالة طلاق كل دقيقتين و١١ ثانية.

ردود أفعال نارية

" هير نيوز" سألت عددًا من الشباب والفتيات عن رأيهم في زواج التجربة، فرأوه غير مُنصف للمرأة والرجل، وقد يصل الأمر للابتزاز بين الطرفين.

تقول ناهد عبد الخالق، ربة منزل ولديها فتاتان في العشرينيات من العمر: "زواج التجربة حرام، ولا أوافق على تلك الفكرة، ولن ألجأ لتلك المبادرة لزواج بناتي". 

وأضافت ربة المنزل لـ"هير نيوز": "الزواج مودة ورحمة، وما تدعو له مبادرة زواج التجربة غير منصف نهائيًا للمرأة، بل يهدر حقوقها الشرعية، فالزواج ليس للتجربة فهو استقرار وأمان للزوجين". 

يروج للزواج الثاني 

فيما قالت الحاجة نادية محمد، أم لفتاتين، وربة منزل: "زواج التجربة هدفه الترويج لفكرة الزوجة الثانية، والمتعة لمدة معينة، ولا يعطي حقوقًا للمرأة مثلما يعطيها الزواج الشرعي". 

وأضافت "نادية" لـ"هير نيوز": "دار الإفتاء قالت رأيها، وحسمت الموقف، وحكمت أنه حرام شرعًا، ولا رأي بعد الدين، فهو الفيصل".

مخالف للشريعة

أما الدكتور صلاح الدين حسن، فأبدى غضبه من مجرد طرح الفكرة من الأساس، واصفًا زواج التجربة بأنه "دا كلام فارغ وقلة ادب"، وأضاف: "الزواج أساسه الاستمرارية، وأبغض الحلال عند الله الطلاق، فما بالك بعقد بيهدد بالانفصال لو لم ينفذ أحد الطرفين الشروط ؟!!!"

وتابع "صلاح الدين" لـ"هير نيوز": "أنا لا أقبل أن أزوج ابنتي بتلك الطريقة، فهذا الزواج حرام شرعًا ومخالف للشريعة الإسلامية". 

وأيده في الرأي أحمد مصطفى، شاب في منتصف العشرينيات من عمره ومتزوج من عام، قائلًا: "الزواج الصحيح ليس مشروطًا أو مؤقتًا بمدة محددة، فهذا حرام وغير شرعي ويفسده من الأساس، وحتى لو رجع بي الزمان لن أتزوج بتلك الطريقة". 

أما عن الهدف من المبادرة، وهو تحجيم مشاكل الزواج في أول سنين الزواج ، فقال "مصطفى" لـ"هير نيوز": "هناك فترة خطوبة بين الطرفين لتحديد مصيرهما، وبنات الناس مش لعبة علشان نجربها كام سنة ونرميها". 

فكرة حلوة

ومن جهته، سخر عارف أحمد، شاب في الثلاثينيات من عمره، من هذا الزواج، قائلًا: "لو طلع حلال هيبقى فكرة حلوة إن الراجل يتزوج أكثر من مرة دون قيود".

وأضاف "عارف" لـ"هير نيوز": "لكن زواج التجربة يخلي مسئولية الطرفين، وهذا سيدفع كل طرف لأن يرمي المسئولية على الآخر، وبالتالي لن يحقق الاستقرار الأسري الذي يهدف له". 

الشرعي يكسب

فيما أبدت قالت رانيا خليل، شابة في منتصف العشرينيات من عمرها، اعتراضها على تلك المبادرة، قائلة: "لو أمامي خياران وهو زواج التجربة، أو الزواج الشرعي، هختار الشرعي". 

وأضافت "رانيا" لـ"هير نيوز" : "بنات الناس مش للتجربة، وتعتبر تلك المبادرة زيها زي زواج المتعة، وتنشر بسهولة الزوج بثانية وثالثة فالحقوق هنا مهدورة". 

ابتزاز ومتعة

"ليس له معنى ولا هدف إلا المتعة واللعب بالبنات" .. هكذا عبرت هبة لله صلاح الدين، 23 عامًا، عن غضبها، مؤكدة أن الفتاة عندما تتزوج هدفها الأمان والسند والاستقرار، قائلة: "دا كدا مش أمان، هنا الزوجة مُهددة بالانفصال، طالما عارضت، وخالفت الشروط التي وضعتها". 

وأضافت "هبة" لـ"هير نيوز": "زواج التجربة يترك مساحة للابتزازين المادي ،والمعنوي بين الطرفين، ثم إن أي عقد زواج محدد الأجل يعتبر زواج متعة غير شرعي وغير قانوني".

تقليعة جديدة

وعن رأي علم الاجتماع، قالت أميرة طنطاوي الباحثة بشئون المرأة والقضايا المجتمعية: " هذا الزواج تقليعة جديدة تثير الغثيان عند سماعها، والفكرة مجرد مصطلح تسويقي لفكرة تافهة، يهدف مروجها من ورائها الشهرة فقط". 

وأضافت "طنطاوي" لـ"هير نيوز": "صاحب فكرة زواج التجربة محام، وقال إن سبب اتجاهه لإطلاق تلك المبادرة، هو أنه وجد أن منظومة الزواج بمصر تنهار من كثرة أعداد الطلاق، فهل هي فكرة خارج الصندوق للقضاء على المتبقي منها مثلًا ؟!!" 

ديوث

ووصفت "طنطاوي" من يقبل بتلك الزيجة لابنته، أو أمه، أو أخته بأنه ديوث، مؤكدة أن الفكرة في حد ذاتها ليست كما يرى الجميع إهانة للمرأة بل علي العكس المصطلح إهانة لكل رجل.

وتابعت: "لا يجوز أبدًا تسمية عقد الزواج الصحيح بأي مسمي آخر، كما أنه غير شرعي، لتحديده بأجل زمني". 

وأكدت "طنطاوي" أن الزواج مودة ورحمة، وليست تجربة، وإن أرادنا العمل على تقليل نسبة الطلاق فلنعمل أولًا على التوعية بمفهوم الزواج، فمن أسباب الطلاق عدم الوعي الكامل بفكرة الزواج، وتدخل الأهل في الزيجة، والعنف الجسدي والنفسي للمرأة والطفل.

عقد تافه

وبالنسبة لظهور أول عقد لزواج التجربة، علقت الأخصائية الاجتماعية أميرة طنطاوي قائلة: "عقد تافه وبنوده أتفه منه، وقد رأينا عددًا من النقاط التي ليس لها أي معنى بين زوجين مطلقًا كشرط الخروج مع الزوج في كل المناسبات الرسمية، وحق المبيت له عند زوجته الاولي!"

فكرة عبثية

ووصفت "طنطاوي" زواج التجربة بأنه فكرة عبثية الغرض من ورائها الشهرة، وتثير الغثيان عند سماعها، وهو لا يهدف إلى الاستقرار"، مؤكدة أن كلا الطرفين عندما يشعر بالملل سيبحث طرقًا لدفع الآخر لإنهاء العقد. 

وأضافت أن هذا النوع الغريب من الزواج يثير العديد من التساؤلات، بعيدًا عن المخالفات الشرعية، وهي : 
- ماذا لو تعرضت الزوجة للعنف أثناء هذا الاتفاق وأردت حل العقد فورًا ؟!
- ماذا لو كان قصد الزوجة من وراء هذا الزواج الاستفادة المادية من الزوج.. مجرد بعض الأموال تحصل عليها ثم تنهي العقد؟!
- ماذا لو زنى الزوج أثناء الزواج؟!
- ماذا لو خالف أحد الطرفين الشروط أثناء مدة العقد؟!

قهر

وأكدت "طنطاوي" أن مثل تلك الأفكار تدفع إلى القهر، فإن تعرض أحد الطرفين إلى ظلم، أو إخلال بأي مبدأ من مبادئ العقد، وأراد الانفصال لضرر ما، يعجز قانونًا عن الانفصال، بالتالي يقع علي الزوجة بند التعلق لحين انتهاء مدة العقد!"

ولخصت "طنطاوي" كلامها بأن هذا النوع من الزواج فكرة عبثية هادمة لمفهوم الزواج الصحيح، وتشويه له من الأساس، وتدل علي عدم وعي صاحبها بمفهوم الزواج السليم، وأهدافه السامية من تكوين أسرة، وتربية أطفال تربية سوية صحيحة".