«سبوع» المولود تحت شعار «خلي بالك من كورونا».. «اسمع كلام أمك» سابقًا
الأحد 17/يناير/2021 - 04:35 ص
خديجة العادلى
ألقى فيروس كورونا والإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي، بظلالهم على جميع الاحتفالات، التى تقام داخل المجتمعات، حيث تغيرت شكل هذه الاحتفالات، ففي سبوع المولود، اختفت عبارات معينة كان يتم تردديها في الاحتفال، وحلت محلها عبارات أخرى مناسبة للظروف والأوضاع التى نعيشها هذه الأيام، ومن أبرزها "خلي بالك من كورونا".
سبوع المولود في القري
قالت سونيا عبد البديع محمد، جدة: "احنا احتفلنا بسبوع ابن بنتى عادي جدًا، وعملنا كل الطقوس بتاعة السبوع، ودعينا عدد كبير من أبناء القرية من قرايبنا وحبيبنا، في ناس جات، وفي ناس خافت من كورونا وماجتش".
وأوضحت "سونيا" أن التغيير الجوهري الوحيد في الاحتفال بقدوم المولود هو أنه تم استبدال عبارات، اسمع كلام أهلك "أمك – أبوك – جدك – جدتك وعمك،..."، بعبارة، خللي بالك من كورونا.
ولفتت "السيدة المسنة" إلى أن استخدام المدعوين فى الاحتفال هذه العبارة، جاء نتيجة طبيعية، للظروف المحيطة والأجواء، وبعد ما عرفوا من وسائل الإعلام، أن فيروس كورونا سيستمر وجوده في عالمنا، مدى الحياة.
ولم يختلف الحال كثيرًا فى الأحياء الشعبية في المدن، عن القرى، حيث أن الأسر مازالت تحتفل بقدوم المولود، وتقيم جميع الطقوس بدءًا من الهون والسبع حبوب، والقراطيس، وحتى النزول بالمولود الشارع، وسكب المياه، وكأن كورونا بمعزل عنهم، برغم أن هذه المناطق تشهد زحامًا شديدًا، ناهيك عن قيام المدعوين بالتصافح والتقبيل.
وهو ما أكده محمد عبدالظاهر، مقيم بمنطقة صفط اللبن بالجيزة، وقال: "كل يوم والتاني بنشاهد احتفال بسبوع وأفراح وكأن كورونا ماعدتيش عليهم"، وطالب بقيام مخبرين الشرطة بمتابعة هذه الاحتفالات، مثلما تمر على القهاوي وقاعات الأفراح.
السبوع في الزمالك
أما السبوع في الأحياء الراقية، فكان له شكل وطابع مختلف تمامًا، وغلب عليه طابع الرمزية، واكتفت أسرة المولود بشراء بعض الحلويات والتورتات، من أحد المحلات المشهورة، وقاموا باشعال 7 شمعات، في ظل وجود الأسرة الصغيرة فقط، مع مشاركة خالة المولود وجدته.
قالت "نجلاء مصطفي، خالة المولود: "‘حنا أصلًا كانا هنموت من الخوف على أختي، (والدة المولود) لما راحت تولد، برغم أنها راحت واحدة من أفخم وأغلي المستشفيات الخاصة، في مصر، وقولناها كفاية كده عندك ولد وبنت، ولما عملنا السبوع كان على الضيق جدا".
أما نهي مصطفي، أم المولود، أكدت على الاحتفال بالسبوع غلب عليه طابع الرمزية، وكان في أضيق الحدود، ولم تدعو أحد من الأرقاب أو الأصحاب، خوفا على نفسها وعلى المولود من الإصابة بفيروس كورونا.
وانتقلت "هيرنيوز" إلى منزل فكرية عمر أحمد جدة، لـ 13 حفيد وحفيدة لمعرفة طقوس سبوع المولود، حيث أكدت أنه منذ ولادة الطفل من اول يوم يوضع بجواره صنية أو طبق بها “سبع حبوب" عبارة عن "فول – عدس – حلبة- أرز – قمح– حمص – ذرة) وخضروات (جرجير او بقدونس اى نوع خضرة)، وقطعة خبز بالإضافة إلى عملة معدنية فضية وذلك تيمنا له بحياه رغدة وسعيدة.
أصل السبوع
يعود الأصل التاريخي للاحتفال بسبوع المولود إلى الفراعنة وذلك اعتقادًا منهم بأن حاسة السمع تبدأ عند الطفل في اليوم السابع من ولادته،فكانوا يقومون بعمل صخب بجوار أذنيه، حتى تعمل هذه الحاسة جيدًا، بالإضافة إلى ذلك أنهم كانوا يقومون بتعليق "حلقة ذهب" في أذنه، وهى حلقة تسمى حلقة الآلهة "إيزيس" أم الاله "حورس"ويطلبون منه همسا فى أذنيه طاعة الإله ليكون ذلك أول ما تسمعه أذناه، ثم يدعون للإله بأن يحفظ المولود ويمنحه العمر الطويل.