«ليلى نصير» تزوجت الفن فأصبحت رائدة التشكيل السوري
الجمعة 27/يناير/2023 - 08:31 م
أبوالسعود أبوالفتوح
لديها قاعدة تقول: "كلما عاش الإنسان مع نفسه يعطي أكثر، إضافة لذلك يجب أن يتواصل مع المحيط أيضا ويأخذ كم كبير من البصريات ومن الحقائق والبحث عن معطيات جديدة كل ذلك يتجمع في داخله، بعد ذلك يعيش مع نفسه فترة من الزمن ليخرج بلوحات غنية، لكن العزلة لاتعني الابتعاد عن المجتمع ، فالإنسان ابن المحيط كما هو ابن التراث "اللباس والعمارة والموبيليا واللغة والحكايا والشعر والأساطير والتاريخ". فنحن استمرار لكل هذه الأشياء مهما قلنا فنحن جزء من التراث والتاريخ، فالمعطيات دون أن نشعر تنعكس علينا، دراسة الفنان الأكاديمية، بحثه الدائم.. تقنياته.. أفكاره.. تطوره... الفنان يتطور فهو ليس ثابتا وانما متطور كالعالم والمحيط الاجتماعي".. إنها "ليلى نصير" رائدة الفن التشكيلي "بإنسانيته" في الوطن العربي، التي تمتد سيرتها التشكيلية أكثر من نصف قرن.
وتعد "ليلى نصير" من أفضل وأشهر الفنانين في سوريا بفضلِ مسيرتها الفنية الشمولية وإتقانها الماهر لأساليب مختلفة منها الواقعية، السريالية والتعبيرية، وقد نجد عندها في عمل واحد آثار أكثر من إيقاع ومدرسة فنية تشكيلية، لكن تبقى التعبيرية بكل معزوفاتها الأقرب إلى ما يشغلها حيث يمثل الإنسان وأوجاعه وشقاؤه هاجسها الأول.
تقيم حاليا الفنانة "ليلى نصير" في مدينتها اللاذقية ، فقد أجبرها المرض والتقدم في السن على الانكفاء قليلاً.
نالت خلال مسيرتها الفنية الكثير من الجوائز وشهادات التقدير، حصلت عام 1968 على براءة تقديرية من وزارة الثقافة، ومن رئاسة مجلس الوزراء عام 1989، وكرمت من "بينالي المحبة الثالث" من قبل الدولة عام 1999، وحصلت على براءة تقدير من مجلس لبنان الجنوبي؛ لذا كانت جديرة بان تنضم لقائمة "صاحبة المعالي" في "هير نيوز".
أبرز الفصول في المسيرة التشكيلية للفنانة "ليلى نصير"
- ولدت رائدة الفن التشكيلي السورية ليلى نصير في اللاذقية سنة 1941.
- ترعرت ضمن أسرة تهتم بالفكر والأدب، من هذا المناخ الثقافي العائلي نمت موهبتها وشخصيتها الفنية، وهي إلى جانب الرسم تكتب الشعر والقصص والقصة القصيرة.
- بدأت بكتابة القصة في الرابعة عشرة من عمرها متأثرة بأختها التي تكبرها.
- حصلت على منحة دراسية مصرية تخصصت في فن التصوير التشكيلي.
- تخرجت عام 1963 في كلية الفنون الجميلة في القاهرة/ قسم التصوير .
- تفرغت للفن، لم تتزوج وأقامت العديد من المعارض في دمشق وعرضت عدة مرات في حلب وفي حمص والرقة وحماة ودير الزور وفي اللاذقية عدة مرات.
تغلغل الأسطورة في لوحاتها
ماذا قالوا عنها؟
- كتب عنها الشاعر السوري نزيه أبو عفش: "تجولت طويلًا بين أعمال عظماء كثيرين، فان غوغ، بيكاسو، فريدا كالو، ماتيس وآخرين كثر. لا في الرقة، ولا في العمق، ولا في الرهافة، ولا الصدق ولا في فداحة الألم وتواضع البوح فيه ....، لم أعثر على من هو (أو هي) أنبل من الفنانة السورية الغائبة أو المغيبة ليلى نصير.. أيها الأصحاب أرجوكم. من يرشدني إلى عنوانها؟ لا أريد لأحدنا (أنا أو هي) مغادرة الحياة قبل أن أعانقها وأقول لها: ليلى نصير العظيمة.. كم أنت جديرة بالحب والتقديس".
جوائز وتكريمات
- في عام 1989 حصلت الفنانة ليلى نصير على جائزة الدولة التقديرية للآداب والفنون في نسختها الثالثة؛ وذلك تكريما لعطائها الفني الواسع باعتبارها أحد رواد الفن التشكيلي السوري، وتقديرا لمنجزها الإبداعي الذي تمخضت عنه مسيرة امتدت لخمسة عقود اختبرت خلالها شتى الأساليب والتيارات الفنية وصولا إلى مرحلة من النضج الفني وهو ما أفضى إلى عشرات الأعمال الفنية ذات الخصوصية المتفردة والقيمة الفكرية والإبداعية العالية.
- وكرمت من "بينالي المحبة الثالث" من قبل الدولة عام 1999، وحصلت على براءة تقدير من مجلس لبنان الجنوبي.