لم اتزوج سوى سنة واحدة لكنى انجبت 4 أبناء
تزوجت سنة واحدة عشت فيها أجمل أيام حياتى وعرفت معنى السعادة الحقيقية ، وانجبت منه ولداً واحداً، ولكن القدر أخذ منى تلك السعادة فأخذ منى سرها ومصدرها فى حادث أليم ، وأبدلنى بآخر تسبب فى شقائى وتعاستى انجبت منه 3 أبناء آخرين، لكنه لم يشعرنى بأنوثتى وآدميتى فجئت مستنجدة بالمحكمة لتطليقى ... بدأت «سماح ع م» بهذه الكلمات والدموع تنهمر من عينيها وهى تحكى لى حالها أثناء انتظار دورها للدخول للخبير الاجتماعى بمحكمة الأسرة بإمبابة، ولا يظهر من وجهها سوى أجزاء من بعض ملامحها الذى تغطيه بكفيها وتنهمر منه الدموع .
قالت سماح ، البداية كانت عندما تقدم لخطبتى شاب وسيم جداً تتمنى أى فتاة أن ترتبط به ، فضلاً عن طباعه الجميلة وحنانه ، وشعرت وقتها أننى ملكت الدنيا وماعليها ، وبرغم أن الخطبة تمت سريعاً لكنى لم أندم لحظة على ارتباطى به ، فكان كل من يراه بجانبى يحسدنى عليه ، لأنه لم يكن يعلم ما كان يخفيه القدر بعد ذلك ، ومرت أيام الخطوبة سريعاً وتزوجنا ، وكان كل شىء جميل حولنا ، وكان هو يذلل أى صعاب يجدها أمامنا ، وكنت لا اسير بجانبه ولكننى كنت أطير حوله. لفتت سماح إلى أن زوجها لم يكن جميل الشكل فقط ولكنه الأجمل فيه هو حسن الطباع ورفقه فى التعامل معها ورجولته الحانية فى احتوائها ، وارضائها وتحقيق رغباتها حتى لو كانت متعارضة مع رغباته دون اشعارها ، هذا إلى جانب أنه إنسان مريح يحظى بحب وقبول شديد لدى الجميع.
وأشارت سماح إلى أن السعادة فى حياتها لم تدم طويلاً , بعدما أخذ القدر زوجها بعد سنة واحدة من زواجهما وانجابهما لطفل عمره أيام , وإنها لن تنسى نظرات الناس إليه أثناء حضوره حفل زفاف شقيقته ، وقيامه بالرقص أمام المدعوين ، الذين تسببوا بعيونهم الحاسدة فى تعرضه لحادث سيارة أليم عقب الحفل ووفاته فى الحال .
واستكملت سماح بدأ الجزء الثانى من حياتى بعد صدمة كبيرة وهى وفاة زوجى وصديقى وحبيبى وشقيقى ووالدى ليترك لى طفل عمره أيام دون أى نفقات استطيع من خلالها أن أنفق على هذا الطفل ، حتى استيقظت على صوت شقيقى يطلب منى العيش معه برفقة زوجته ، وانتقلت لمنزل شقيقى لأتذوق طعم المرارة الحقة ، زوجته تغار من وجودى وتعامل ابنى الذى بدأ يكمل عامه الأول معاملة سيئة ، بل وفى بعض الأحيان تضربه بعيداً عن أعياننا ، واكتشف أنها هى السبب وراء صراخه.
لم أتذوق طعم الحنان مرة أخرى ، وكان كل ذلك يدفعنى لتذكر المرحوم زوجى وحنان ورقته ، ويجعلنى أعيش فى تعاسة بالغة ، لماذا لم ينظر الناس إلى ابنى على أنه طفل يتيم يستحق العطف وأنه حرم من والده منذ نعومة أظافره ، وعلى أننى سيدة ترملت فى أجمل أيام حياتى ولم أتزوج سوى سنة .
ومرت الأيام وتقدم لخطبتى شخص آخر يعيش برفقة زوجته وأبنائه ، وعندما رفضت الزواج منه ، فوجئت بسيل من الانتقادات ، شعرت وقتها أننى عبئا كبيرا على شقيقى وأنه يريد التخلص منه بأى وسيلة ، واقنعونى جميعاً بقبول ذلك الشخص خاصة أنه تربطه صلة قرابة بالمرحوم زوجى ، وأنه سيكون أحن شخص على ابنى لوجود هذه الصلة ، وتزوجت ، وكل شىء اقنعونى به المحيطين بى كان خطأ ، فكان عنيف مع ابنى ويضربه ويوبخه وهذا تسبب فى مشاكل نفسية لابنى عندما بدأ يعى الامور، غير أننى دخلت حلقة صراع مع زوجة وابنائها شعرت أننى خطفت زوجها منها ، وأننى التى دخلت عليها ، ومرت الأيام وضرتى تنجب الأناث أملاً فى انجاب الذكر وأنا انجب الذكور أملاً فى إنجاب الأنثى ، حتى انجبت الانثى التى اريدها ليصل عدد أبنائى 3 أبناء وانجبت هى الذكر التى تريده ، ولكننى لم أشعر أننى متزوجة وكل الشعور الذى يسيطر على هو وفاة زوجى ، وأننى أرملة وكل ما أنجب طفل يرادونى شعور غريب من أين أتى هذا الطفل برغم وفاة زوجى ، فأنا لم أتذق طعم السعادة سوى مرة واحدة ولم اتزوج سوى مرة واحدة ، لم أدرى سبب عدم سعادتى بالزواج هل بسبب تصرفات ضرتى التى لا تكف عن الأعمال السحرية أو بسبب قسوة زوجى على وعلى ابنى من المرحوم ، أو بسبب تعلقى بزوجى القديم وحبه الشديد لى الذى لم أجد بديلاً له ، كل ذلك كان سبباً فى توجهى إلى محكمة الأسرة لطلب الطلاق.