بعد موقف ابنها البطولي.. زينب: «ربيت ولادي من بيع السمك»
الأربعاء 13/يناير/2021 - 01:17 م
ميادة فتحي
33 عامًا من الشقى من أجل تربية أبنائها الـ5، بينهم 20 عامًا من اللف على المستشفيات بزوجها قبل وفاته، لم تكل ولم تمل الحاجة «زينب طه»، من العمل في بيع الأسماك والفراخ والخضار، ليحتفي بها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة «فيس بوك» بعد موقف ابنها البطولي، حيث أنقذ طفلاً من الموت وترك مبلغًا ماليًا لوالدته لتنتشر قصته على نطاق واسع.
«فوجئت بناس معرفهاش بتكلمني وتقولي ابنك بطل، استغربت جداً لأن ابني طلحة السيد، حكالي إنه حاول ينقذ طفل، بس أنا شايفة الموقف عادي، دي طبيعة الشعب المصري؛ لكن لقيت الناس كلها بتحتفي بيه وبتقوله تسلم البطن اللي شالتك، فكنت فرحانة إن الناس بتفرح لفعل الخير، رغم أنه عادي وأنا ربيت ولادي على كده»، بهذه العبارات لخصت الحاجة زينب موقف ابنها الذي أنقذ حياة طفل بعدما رأى والدته تصرخ في الشارع.
تحكي "زينب" التي تخطى عمرها الـ50 عامًا، قصة حياتها قائلًة: "تزوجت في سن الـ16 بإحدى قرى محافظة كفر الشيخ، وكافحت مع زوجي، إلى أن اكتشفنا إصابته بفيروس سي، ومعه السكر، وخضنا رحلة طويلة من اللف على المستشفيات دامت لـ20 عامًا، وبعدها توفي زوجي منذ 10 أعوام، وترك لي 5 أبناء، كان أكبرهم يبلغ من العمر 22 عامًا، وطوال حياتي وأنا أبيع السمك والفراخ والخضار؛ للمساعدة في تربية أبنائي، لكن تركني زوجي في منتصف الطريق، فكثفت من عملي من أجل تلبية احتياجات أبنائي".
تضيف الحاجة زينب: "كنت بطلع من الفجر، أسافر لبورصة أسماك كفر الشيخ، وللأسواق، أجيب سمك وفراخ وأبيعهم في البلد أو في المدينة، علشان أربي ولادي، وزوجت بنت وابن منهم، وبنيت بيت لابني الكبير، وصبيت سقف بيتي بالخرسانة بعد أن كان معروشًا بألواح خشب، وبتمنى ربنا يديني الصحة لحد ما أكمل رسالتي مع باقي ولادي".
وعن موقف ابنها تقول: "ربيت ولادي على فعل الخير، ولقيت ابني بيكلمني وهو مبسوط بيقولي يا ماما لقيت ست بتصرخ في الشارع وابنها شبه بيموت طفل عنده سنتين، خطفته منها وجريت على مركز الدكتور أحمد شرابي، استشاري الأطفال، مستنيتش أمه، والدكتور سألني اسمه إيه قولتله معرفش، وبعدين الأم جت حسيت مش معاها فلوس، حطيت فلوس في كيس وقلتلها دا وقع منك ومشيت، وقتها قلتله شاطر ياحبيبي ربنا يجعله في ميزان حسناتك، وعدى الموقف لكن فوجئت بالسوشيال ميديا تتحدث عنه".
توضح الأم قائلًة: "ربيت ولادي على الخير، ومكناش عاوزين حد يعرف، لكن الدكتور نشر بوست على الفيس بوك، والناس كلمتنا، الموقف مش بطولي ولا حاجة، كل يوم بنتعرض لده، بس أنا فخورة بابني وأولادي، وبتمنى من الله يحفظهم".