ميزة واتساب الجديدة بتحويل الرسائل الصوتية لنصوص من خلال هذه الخطوات
«أبو العُريف» آفة مجتمعية يجب التخلص منها.. وهذا رأي العلم والدين
" أبو العريف".. كلمة دارجة بين
المجتمع، يُطلقها على من يدعي العلم رغم جهله، إما لرغبته في ادعاء معرفة كل شيء،
أو لرغبته في الثرثرة، أو حتى لا يقول " لا أعلم" لاعتقاده أن هذه الكلمة
تقلل من شأنه، دون مراعاة ما يتكبده الآخرين من أضرار لسماعهم كلامه وثقتهم به.
وقائع مؤسفة تعرض لها البعض من قبل مدعي المعرفة:
أكدت هاجر شعيب، طالبة بكلية الدراسات
الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، أنها كانت ذاهبة إلى مكان ما لتُقابل صديقتها
ولم تكن تعرف المكان جيدًا فاضطرت إلى سؤال أحد المارة عن العنوان فأجابها بمنتهي
الثقة وسمعت كلامه، حتى فوجئت بعدما وصلت بأن
ما وصفه لها كان غير صحيح، ولكنها تأخرت ولم تستطع أن تلتقي بصديقتها.. لافتة إلى
أنه يجب على كل إنسان ألا يقول إلا ما يعرفه جيدًا حتى لا يتسبب في ضرر الآخرين
الذين يثقون به.
أوضحت هالة نوار، طالبة بكلية الحقوق، أن عائلتها حلقت لابنة أختها شعرها فور ولادتها
بعد أن قالت لهم سيدة بأن الطفل عندما يُحلق شعره
ينمو أكثر كثافة ونعومه، وبعدما قاموا بذلك ظهر شعر الرضيعة خشن عكس ما كان
عليه قبل حلقه.. ناصحة الناس بألا ينساقوا خلف أى فكرة إلا بعد التأكد من أنها حتى
لا يُلحقوا بأنفسهم ضررًا، وذلك لكثرة من يرددون وصفات تجميلية ونصائح تربوية تؤدى
إلى نتائج عكسية وتلحق ضررًا بالآخرين.
أضاف أحمد على، مهندس، أنه كان يُعاني من السمنة المفرطة فنصحه صديقه بأن يأخذ كوب زبادي يوميًا ويضيف عليه نصف ليمونة على الأقل، وبمرور الأيام تسببت له هذه الوصفة في مشاكل صحية بالمعدة، وأخذ فترة طويلة في علاجها.
أوضحت نورا أحمد، ربة منزل، أنها كانت تود
عمل كيكة لأبنها يوم ميلاده، فسألت جارتها عن طريقة تحضيرها، فوصفت لها طريقة
التحضير، وبعد ذلك وجدت الطعم سىء للغاية، فسألت جارتها من أين جاءت بهذه الطريقة
فأخبرتها أنها لم تراها ولكن أرادت أن تُساعدها ولا تقول لها لا أعلم، ولكنها بذلك
تسببت لها في إحراج كبير أمام من حضروا الاحتفال بيوم ميلاد ابنها.
هناك من يرفض قول "لا أعلم"
أكد د. سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع
بالجامعة الأمريكية، أن هناك بعض الشخصيات ترفض أن تقول " لا أعلم"
لاعتقادها أن هذه الجملة تقلل من شأنهم وتجعل من يسألهم يظن أنهم جهلاء، ولكن ذلك
بخلاف الحقيقة فدائمًا يحترم الناس من يوضح عدم علمه بأمر ما إذا تم سؤاله عنه،
وذلك لأنه يُقدر ثقتهم به، ولا يُلحق بهم ضررًا.
أضاف أنه يجب على الناس ألا يسألو إلا من يثقون بعلمه، ويحرصون على الاعتماد على التكنولوجيا لأنها توفر الوقت، و تقدم معلومات دقيقة، كما أنه يجب على كل شخص أن يبذل مجهودًا في تثقيف نفسه والقراءة عن كل خطوة يُقدم عليها حتى لا يقع في فخ من يتحدثون بلا علم.
نصح الناس بغير علم حرام شرعًا:
أوضح د. مختار مرزوق، عميد كلية أصول الدين بأسيوط، أن إعطاء الناس نصائح بغير علم حرام، وذلك لأنه يُلحق ضررًا بالغًا بمن يُقدم له النصيحة، قال تعالى:" فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ"، كما أن أهل العلم قالوا قديمًا: " من قال لا أعلم فقد أفتى".. لافتًا إلى أن الإفتاء في الدين بغير علم أكثر حرمة، لأنه قد يؤدى إلى كوارث حقيقية فقد يعيش الرجل مع زوجته بعد أن طلقها على الرغم من كونها لا تجوز له شرعًا، بسبب فتوى من شخص غير مؤهل للإفتاء.
اقرأ أيضًا..
