زيادة الإنجاب قنبلة موقوته في الصعيد.. وخبراء: أغنى حُكام أمريكا من الأرياف
الأربعاء 06/يناير/2021 - 02:34 ص
نادية أحمد
بسنت فهمي: زيادة المواليد أمر طبيعى.. والأمريكي في الأرياف ينجب 10 أطفال
نادية جمال: ارتفاع معدلات الإنجاب يرجع لثقافة توفير الأموال
هالة منصور: ثقافة زيادة الإنجاب في مصر ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالفقر
فى ظل الانفجار السكاني الذى تشهده مصر، وتأثيره الكارثي على أهداف خطط التنمية بالدولة، تعالت الصيحات وتعددت المقترحات، لإجبار المصريين على تنظيم النسل، حيث يقترح "هذا" سن تشريع بقصر الإنجاب على طفلين فقط ومعاقبة من يخالف ذلك، ويقترح " ذاك" قصر الخدمات المقدمة من الدولة على طفلين فقط، بحيث يتحمل الأب كل تكاليف مايزيد عن ذلك، وفضلاً عن "هذا" و"ذاك"، خرجت مقترحات أخرى فى الآونة الأخير، كان إحداها من وزارة التموين ويقضي بقصر توزيع الحصص التموينية على طفلين فقط فى كل أسرة، بهدف ترشيد النفقات وتخفيف العبء عن كاهل الدولة، ليُصبح التساؤل الآن هل الأسرة هي الخاسر الوحيد اقتصاديًا من زيادة الإنجاب أم العكس؟.
الفقر السبب في زيادة الإنجاب
الدكتورة هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، قالت، إن ظاهرة زيادة الإنجاب ليست مرتبطة فقط بمحافظات الصعيد وإنما تنتشر على مستوى محافظات الجمهورية، وأكبر دليل على ذلك حصول محافظة الشرقية علي المركز الأول العام الماضي؛ نظرًا لارتفاع معدلات الإنجاب، على الرغم من أنهم يحتلون الصدارة في شراء أدوية منع الحمل، ولكن ثُبت أنه يتم إعطائها للأراضي الزراعية بهدف تكاثر الإنتاج الزراعي.
وأكدت "هالة"، في تصريح خاص لـ"هير نيوز"، أن ثقافة زيادة الإنجاب في مصر ترتبط ارتباطًا وثيقا بالفقر، وأكبر دليل على ذلك زيادة معدلات الإنجاب في المحافظات الريفية التي تعتمد على الزراعة بشكل أساسي، متابعةً: "الناس بتخلف كثير عشان العيال تساعدهم في الزراعة بدل مايجيبوا عمال ويدفعوا فلوس".
وأشارت أستاذ علم الاجتماع، إلى أن الكثير من المواطنين يعتبرون إنجاب الأطفال مصدر للرزق والعزوة، والمتعة واللعب والحياة بشكل عام، خاصة وأنه من الممكن أن يتوفى عدد من الأولاد بعد تربيتهم؛ نتيجه لضعف وسوء التغذية، لافتًة إلى أن تفكير الطبقة الوسطي يختلف كثيرًا عن ما سبق، حيث يؤكدون دائمًا أن الطفل مصدر إنفاق وليس لجلب الزرق.
انخفاض معدلات الإنجاب بعد 10 سنوات
ومن جانبها، قالت الدكتورة بسنت فهمي، الخبيرة الإقتصادية، إن محافظات الأرياف بمختلف دول العالم تسجل ارتفاع في معدلات المواليد، وعلى سبيل المثال الشعوب الأمريكية في الأرياف يقومون بإنجاب 10 أطفال؛ بهدف مساعدة أبائهم في الزراعة، مشيرًة إلى أن أغني حكام أمريكا من الأرياف.
وأكدت "بسنت"، في تصريح خاص لـ"هير نيوز"، أن ظاهرة زيادة الإنجاب عالميًا أمر طبيعي، ولكن تتسبب في الكثير من الآثار السلبية في مصر، خاصة مع الأزمات التي طرأت على الفلاحين مما تسببت في توقف الزراعة إلى حد ما، مما أدى إلى ازدحام وتكدسات سكانية في محافظات الحضر، لافتًة إلى أن سوق العمل في القاهرة لم يحتاج إلى الفلاحيين وإنما يحتاج لمهن أخرى، مشيرًة إلى أن الهجرة الداخلية السبب الرئيسي في ظهور الصورة السلبية لظاهرة زيادة الإنجاب.
وأشارت الخبيرة الاقتصادية، إلى أنه لابد من وضع خطة لمواجهة هي الظاهرة ، منها وضع خطة للأمن الغذائي والاهتمام بالثروة الزراعية والحيوانية، خاصة وأنه مصدر هام للصناعة المصرية، فضلاً عن عمل ظهير صحراوي لكل محافظة وبناء المشروعات السكنية وعمل مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر للمواطنين، مؤكدة أنه لايمكن أن تختفي هذه الظاهرة إلا بعد 10 سنوات من الآن.
عدم إنجاب المرأة سبب في ارتفاع الطلاق
وفي ذات السياق، قالت نادية جمال الدين، خبيرة العلاقات الأسرية والزوجية، أن محافظات الصعيد تشتهر بالعديد من الثقافات المتوارثة التي لايمكن الاستغناء عنها على مر العصور أبرزها "زيادة معدلات الإنجاب والزواج المبكر والتمييز بين الولد والبنت"، وأكبر دليل على ذلك عدم زواج الفتاة بعد تجاوزها عمر الـ18 عامًا، مؤكدًة أن ارتفاع معدلات الإنجاب ترجع إلى ثقافة توفير الأموال ومساعده الأباء في الزراعة، ولكن يحدث عكس ذلك، حيث تتسبب زيادة الإنجاب في افتعال الكوارث، وأكبر دليل على ذلك ثورة يناير.
وتابعت جمال الدين، في تصريح خاص لـ"هير نيوز": "الناس كانت بتدفع فلوس للشباب الفلاحيين عشان يشاركوا في المظاهرة، ويرجع ذلك إلى عدم الوعي عند الشباب، مشيرًة إلى أنه لابد أن يدرك الكثيرون أن زيادة الإنجاب تتسبب في الأعباء الاقتصادية على الأسرة.
وأضافت خبيرة العلاقات الأسرية والزوجية، أن عدم إنجاب المرأة سبب رئيسي في ارتفاع معدلات الطلاق، ويأتي ذلك وفقًا لما أعلنه مركز الإحصاء، مُشيرًة إلى أن أزمة كورونا ليست سببًا في ارتفاع المواليد كما يتداول، وإنما سبب في أرتفاع مُعدلات الطلاق.
وأكدت "نادية"، أن محافظات الأرياف تعتبر من أكثر المحافظات استخدامًا لوسائل التواصل الاجتماعي، فهى تستخدمها أكثر من القاهرة، وهذا يدل على عدم انشغالهم بالأمور الزراعية، مطالبة وسائل الإعلام بتسليط الضوء على ترشيد الإنجاب، فضلاً عن وضع بعض الدروس بالمناهج لترشيد هذه الظاهرة.