طلاق وخراب بيوت.. قصص مأساوية من دفتر الخيانة الإلكترونية
السبت 02/يناير/2021 - 12:31 م
ميادة فتحي
- فيس بوك يحول حياة «شادية ومروة» إلى جحيم.. واستشاري: «تسبب في رفع نسبة الطلاق»
- برلمانوين يطالبون الحكومة بمحاربة «البغاء» عبر الإنترنت
أصبحت مواقع السوشيال ميديا بشكل عام و«الفيس بوك» بشكل خاص، أدوات كبيرة للخيانة الزوجية و«خراب البيوت»، فمن الممكن أن تبدأ بـ«كومنت» وتنتهي بـ«خيانة وطلاق».
وتشهد محاكم الأسرة الكثير من الوقائع، حيث يطالب الكثير من الرجال تطليق أو إقامة دعاوى «زنا وطلاق»، ضد زوجاتهن بسبب خيانتهن لهم.
بوابة «هير نيوز»، تستعرض بعض قصص الطلاق التي وقعت بسبب«الخيانة الإلكترونية»، فربما لم تقصد الزوجة الخيانة، لكن العالم الافتراضي جرفها نحوها.
«شادية.م.ن»، فتاة تزوجت في إحدى القرى الريفية منذ قرابة الـ8 سنوات، كانت حياتها هادئة تسير بشكل طبيعي، لا تعرف شيئاً عن «الإنترنت»، إلى أن سافر زوجها إلى إحدى الدول العربية، فاضطرت لحمل هاتف محمول ذكي، وبه نزلَت التطبيقات المختلفة لتستطيع التواصل مع زوجها، لكن حياتها بعد فترة انتهت بسبب «شات».
«مكنتش عارفة حاجة عن الإنترنت، لكن لما جوزي سافر، جابولي هاتف ذكي ونزلت تطبيقات واتس آب وفيس بوك وإيمو، علشان أقدر أتواصل مع زوجي، وبعد فترة تعرفت على شاب افتراضي على الفيس بوك، وبدأت العلاقة بشات إلكتروني، ثم تطور الأمر إلى كلمات إطراء وإعجاب، وفي نفس الوقت كان زوجي منشغلاً عني، وأنا لا أعمل، فنشأت علاقة حب بيني وبين هذا الشاب رغماً عني»، بهذه العبارات ذات الدلالة بدأت الزوجة في سرد قصتها.
وأضافت الزوجة: «بدأت أشعر بالنفور تجاه زوجي، والانجذاب نحو الشخص الافتراضي، الذي كان يشعرني بقيمتي أكثر من زوجي، وظلت علاقتنا لأكثر من عام، طالبني خلاله بالطلاق من زوجي والزواج منه».
وتابعت: "عندما عاد زوجي وفي إحدى المرات شاهد الشات بيني وبين هذا الشاب، فغضب مني وأخرجني من منزلي في منتصف الليل، لأعود لمنزل أهلي وأطلب الطلاق، لتحدث مشاكل كثيرة، بيننا انتهت بتنازلي عن جميع مستحقاتي بعد أن فاوضني على الطلاق مقابل التنازل وعدم الفضيحة، فوافقت وانتهت حياتي، ولم أتزوج من الشخص الافتراضي، فخيانتي دمرت حياتي، وحولتها إلى جحيم".
لم تكن شادية هي السيدة الأولى التي انتهت حياتها بسبب خيانتها، فـ«مروة.ع»، فتاة لم يتخط عامها حاجز الـ30 عاماً، انتهت حياتها بالطلاق بسبب حبيبها السابق، فأهلها أرغموها على الزواج من أحد أقاربها، رغم علاقتها بأحد الأشخاص.
قالت مروة: «أجبروني على الزواج من ابن خالتي، على الرغم من علمهم أنني أحب شخصاً آخر، وتقدم لخطبتي إلا أنهم رفضوا، فتزوجت وظلت علاقتي به مستمرة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لأكثر من عامين، لم أستطع خلالهما التوافق مع زوجي، ولم أُنجب منه، دون سبب أو عارض طبي، وكأنها رسالة من الله أنني لن أكمل حياتي معه».
وأضافت: «ظلت علاقتي بحبيبي، ووصلت لمرحلة عدم التوافق وتقبل المعيشة مع زوجي، طلبت منه الطلاق ولكنه رفض، وبدأ يراقب أوقات جلوسي على السوشيال ميديا إلى أن اكتشف أن علاقتي بحبيبي لازالت قائمة، فضربني ونهرني وعدت لمنزل أهلي، وفوجئت به يقيم دعوى طلاق ضدي ويقدم شوت اسكرين من محادثتي مع حبيبي، لينتهي بي الحال بالطلاق بعد الفضيحة».
وبسؤال الدكتورة عايدة نوفل، استشاري العلاقات الأسرية والطب النفسي، أكدت أن مواقع التواصل الاجتماعي، تسببت في زيادة نسب الطلاق خلال السنوات الأخيرة، فمحاكم الأسرة تعج بقضايا الزنا والطلاق بسبب تلك الوسائل، مشيرةً إلى أن ذلك يرجع لأمور عدة، منها عدم التوافق بين الزوجين، فتلجأ الزوجة لمن يحتويها عبر العالم الافتراضي، ظناً منها أنها تعوض نقص زوجها من خلال العلاقات.
وأشارت "عايدة"، إلى أن ما يحدث من اكتشاف شبكات «دعارة إلكترونية»، يثبت ذلك، فكثير من الأزواج لا يعلموا خيانة زوجاتهن، إلا عبر اكتشاف تلك الشبكات، وكثير من الزوجات من الممكن أن تلجأ للخيانة الإلكترونية أيضًا بسبب احتياجهن للمال.
وفي عام 2019، طالب عدد من أعضاء مجلس النواب بتعديل تشريعي لتشديد العقوبة على مرتكبي جرائم الزنا والخيانة الزوجية حال ثبوتها وفقًا للشرع والأدلة القانونية، وإعداد تشريع جديد لمواجهة المتورطين في نشر الفحش عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وأكد النواب، أن زيادة معدلات جرائم الخيانة والزنا داخل المجتمع ترجع إلى أسباب عدة، أبرزها ضعف عقوبة ارتكاب العمل الفاضح، فضلًا عن تنازل كثير من الرجال عن هذا النوع من القضايا للحفاظ على سمعة الأسرة.
وشددوا على أهمية محاربة انتشار «البغاء» عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وحث المواطنين على الإبلاغ عن أي صفحات مشبوهة عبر «فيس بوك»؛ لتتمكن الأجهزة الأمنية من ملاحقة مرتكبيها.
وفي وقت سابق، أظهرت دراسة لمؤسسة مؤشر الإنترنت العالمي في لندن، أن الخيانة هي العنوان الصارخ للعلاقات التي تتم عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة على الإنترنت.
وتضرب المؤسسة مثالاً على هذه الحالة بتطبيق «Tinder» على أجهزة الهواتف الذكية المخصص لتسهيل لقاءات أشخاص يبحثون عن شركاء.
وحسب التقرير الذي نُشر في وسائل إعلام أوروبية، فإن 30 في المئة من الباحثين عن علاقات على هذا التطبيق متزوجون، بينما من بين كل عشرة أشخاص يرتادون هذا التطبيق هناك أربعة مرتبطون أصلاً بعلاقات عاطفية مع آخرين.
وقد عنونت صحيفة «لوموند» الفرنسية تقريراً لها عن الموضوع بعنوان مثير للجدل هو «الإنترنت أعطى للخيانة أجنحة جديدة»، ويتحدث التقرير عن السبل التي فتحها الإنترنت أمام الراغبين في الخيانة الزوجية.
وكان موقع فيس بوك في مقدمة المواقع التي تسببت في طلاق الكثير من الزوجات، يليه موقع تويتر وغيرها، وهو ما يعني أن الإنترنت دخل في قائمة أهم مسببات الطلاق.