من "الكمامة" لـ"الماسك".. احذري عادات خاطئة تُصيبك بـ"جفاف العين"
مع بدء الموجة الثانية من "كورونا"، تحرص الكثير من السيدات على ارتدائهن "الكمامة"، ولكن البعض منهن يرتدن "الماسك" بطريقة خاطئة، لا يشعرن بالخطورة الصحية التي تحاصرهن، وأبرزها إصابتهن بـ"جفاف العين"، فضلًا عن الإصابة بأمراض ضيق التنفس.
وكشفت دراسة جديدة تأثيرا ارتداء أقنعة الوجه على الصحة ومنها مشاكل الأسنان، وضيق التنفس، وتهيج العين، فعندما يكون قناع الوجه غير مناسب أو أنفك مكشوفًا، يمر هواء الزفير الدافئ عبر الجزء العلوي من القناع ويجفف العينين، هذا يمكن أن يجفف دموعك الطبيعية بسهولة ويسبب التهاب العين ويزيد من الإجهاد التأكسدي.
ووفقًا للدراسة التي نشرها موقع« timesofindia»، هناك مشاكل أخرى في العين تم تشخيصها لدى الأشخاص بسبب الاستخدام المطول للأقنعة مثل التهابات الجفن البكتيرية، وتلف القرنية.
كما تتسبب في التهيج الشبيه بالحساسية من المنظفات الموجودة على القناع، والجمل الناجم عن انسداد القنوات الدمعية.
ووفق الدراسة فأنه يمكن للهواء الساخن المنبعث من أنفك أن يزعج عينيك بسهولة، مما يؤدي إلى الجفاف والتهيج، وأول شيء يجب عليك فعله هو إصلاح قناعك بشكل صحيح.
وتكون الأقنعة فعالة فقط عندما يتم ارتداؤها بشكل صحيح، إذا تركت المساحة أو غطيت الفم فقط، فلن يؤدي ذلك إلى زيادة خطر الإصابة بالعدوى فحسب.
بل قد يكون أيضًا مشكلة لعينيك. تأكد من تغطية أنفك وفمك بشكل صحيح، لذلك ابحث عن أي مساحة متبقية غير مغطاة بقناعك واضبط القناع.
كما كشفت دراسة آخرى نشرتها صحيفة« واشنطن بوست»، الأمريكية، أن تحرك الهواء يجفف الغشاء الدمعي، وهو عبار عن طبقة رقيقة من السائل الذي يغطي سطح العين ويسرع من «التبخير».
وقال أخصائي طب العيون والرمد داريل وايت: «من الجائز أن تؤدي الكمامة أو القناع إلى إثارة الغدد الزيتية بالقرب من العين مما يتسبب في حدوث التهابات والتي تؤدي إلى تبخر الدموع بشكل أسرع».
ونبه «وايت» إلى أن العلاقة المحتملة بين ارتداء الكمامة والتهاب الغدة الزيتية ليس مفهوما جيدا مما يقود الخبراء للإشارة إلى أن تدفق الهواء هو سبب أكثر احتمالا.
ووصف «وايت» جفاف العين المرتبط بالكمامة كعامل يسرع من ظهور الأعراض، خاصة عند من لديهم فرصة أكبر لتطويرها.
ونبه إلى أن هناك فئة معرضة للخطر وهي التي تقضى كثيرا من وقتها تحملق في الشاشات، على سبيل المثال، هؤلاء الذين ظلوا يعملون من المنزل على مدى شهور محذرا من أن ارتداء الكمامة يمكن أن يسبب تهيج الوجه.
اللافت أن «وايت» كان يعالج أحد المسنين على مدار عشرين عاما، والذي اشتكى من شعوره بالحرقان في عينيه و«زغللة» من وقت لآخر، ولكن الطبيب كان يعرف بالضبط الحالة التي يتعامل معها إنها متلازمة جفاف العين.
ولاحظ «وايت» أن الرجل يرتدي قناع الوجه، الذي وصفته الصحيفة بـ«أحد الأكسسوارات المألوفة في عهد الوباء»، فقد شعر بأن الضباب يعلو نظارته ثم ينحسر عنها.
ولعل هذا هو ما فسر سبب الأعراض، فكان وجود بخار الزفير على نظارة الرجل مع جفاف عينه المفاجئ علاميتين على ما يسميه «وايت» بـ«جفاف العين المرتبط بالكمامة».
وهي ظاهرة ناشئة وسط فيروس كورونا المتسجد الذي يحث أطباء العيون الناس بأن يحذروا منها.
كما كشفت صحيفة« ميرور»، البريطانية، أن العلماء أطلقوا على هذه الظاهرة مصطلح« MADE» أي« جفاف العين المرتبط بالقناع»، أن الكمامة تسبب جفاف العين.
ونقلت الصحيفة، عن البروفيسور ليندون جونز من كلية البصريات وعلوم الرؤية بجامعة واترلو الكندية، أن العينين تصبحان جافتين عندما يكون هناك عدم اتزان في الغشاء الدمعي الشفاف الذي يغطي سطح العين.
وقال« جونز»، إن ارتداء الكمامة يمكن أن يؤثر على توازن الغشاء الدمعي، بسبب تقليل الهواء المنتشر للخارج من الفم والأنف.
أضاف أن الكمامة تقلل بشكل كبير من انتشار الهواء للخارج من الفم والأنف، ومع ذلك، فإنه لا يزال هواء الزفير بحاجة إلى الخروج والتبدد».
وعندما يكون القناع موجودا على الوجه بشكل غير محكم، فإن الطريق الوحيد لهواء الزفير يكون إلى الأعلى، ويؤدي ذلك إلى نفاذ تيار من الهواء لسطح العين.