يا حلاوة الإيد الشغالة.. حكايات تكشف كواليس اقتحام طالبات الجامعة لسوق العمل
الجمعة 15/أكتوبر/2021 - 06:03 م
ساندي جرجس
أصبح الكفاح والرغبة في الاستقلالية والاعتماد على النفس ليست من صفات الرجال فقط، بل أصبحت أيضا الفتيات بمجرد دخولها مرحلة الجامعة تطمح لأن تحقق ذاتها وتصبح مستقلة ماديا وتكافح وتعمل من أجل ذلك.
وظهرت في الفترة الأخيرة الكثير من الفتيات التي تعمل بجانب دراستها بالجامعة حتى تحقق دخل مادي خاص بها لتكون قادرة على الإنفاق على نفسها والاعتماد على نفسها حتى لو كانت عائلتها مستقرة ماديا وتوفر لها ذلك، إلا أن الفتيات أصبح لديهن فكر مختلف ومتحضر.
وتروي فتيات تعمل بجانب الدراسة لـ"هير نيوز" قصة كفاحها ومثابرتها لتحقيق حلمها في أن تكون مستقلة ماديا ومسؤولة عن نفسها.
وقالت سماح (22 عامًا): «لقد تخرجت من الجامعة هذا العام ولكني أعمل منذ سنوات طويلة فأنا أعمل منذ أن كنت في الثانوية العامة في البداية كنت أعمل بمكتبة قريبة من المنزل والمدرسة حتى أكون قادرة على الإنفاق على دروسي ولا أثقل على عائلتي بالمصروفات على الرغم من رفضهم لذلك إلا ٱل حاولت كثيرًا حتى اقنعتهم، وبعد دخولي الجامعة عملت في أكثر من وظيفة لها علاقة بدراستي وعملي المستقبلي ولكني كنت أحصل على شهر إجازة للمذاكرة وقت الامتحانات».
ومن جانبها تروي إسراء (21 عامًا): «لقد عملت في الكثير من الأماكن بجانب دراستي فكنت أحب أن أكون شخص طموح وأكون قادرة على الحصول على دخل مادي لأقوم بشراء أي شيء أحبه بدلا من الاعتماد على العائلة ومصروف والدي، فالحياة لا تحتاج لتلك السلبية بل تحتاج لشخص مغامر يستطيع أن يأخذ منها ما يريده، وبالفعل كنت أعمل بجانب الدراسة طوال الأربعة سنوات وحتى في عامي الأخير هذا بالجامعة».
وأضافت: «كنت أذاكر في وقت متأخر من الليل وأذهب للجامعة في الصباح ثم أذهب إلى العمل بعد اليوم الدراسي، وبعد أن انتهي من العمل واذهب للمنزل كنت أخذ كوب من القهوة وأبدأ في المذاكرة حوالي ساعتين أو ثلاثة قبل النوم وكان هذا يكفي فكنت متفوقة في دراستي أيضًا».
اقرأ أيضًا..
وعلق الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، على اعتماد الفتاة على نفسها والإصرار على العمل، قائلًا: «يطلق على مجتمعنا مجتمع ذكوري لأن المرأة فيه تعتمد على الرجل ولكن كلما اعتمدت المرأة على نفسها ومعها شهادتها وعملها الخاص فهي تكون شخص مستقل وصاحب قرار لا يمكن أن يتحكم فيها الرجل، والجيل الجديد من البنات لديهم نوع من الاستقلالية فهي تبحث عن العمل ليس من أجل المال بل من أجل الشعور بالاستقلالية وتحقيق الذات».
وأضاف: «تلك الخطوة تعتبر خطوة إيجابية من الفتيات تساعدها أن تسير في الطريق الصحيح في الحياة، وتصبح قادرة على تحمل المسؤولية وتحقق ذاتها».
ومن جانبها علقت أستاذة علم الاجتماع، الدكتورة سامية خضر، على استقلالية الفتيات ورغبتها في العمل بجانب الدراسة، وقالت: «تعتبر تلك خطوة إيجابية من الفتاة تجعلها تعتمد على نفسها ولكن يجب أن تنظم حياتها وتوازن بين العمل والدراسة، وتفهم أن الدراسة أولا ثم العمل والراتب فالدراسة هي الأهم في تلك المرحلة، ولكن إذا كانت قادرة على العمل والتركيز في الدراسة في الوقت نفسه يكون ذلك شيء جيد وإيجابي».
وأضافت: «يساعد العمل مع الدراسة الفتيات أن تتخرج من جامعتها وهي ذات خبرة كبيرة في الحياة فتكون متفتحة وقادرة على ممارسة حياتها بشكل أفضل وبخبرة كبيرة في مجال العمل».