طلبت الكلية فنالت الموت.. حكاية طالبة الثانوية المتوفاة بـ«السرطان»
الأربعاء 18/أغسطس/2021 - 07:13 م
كمال القديري
ماتت قبل تحقيق حلمها، وأوجعت قلوب الكثيرين برحيلها، زُفّت على نغمات الوداع، ودموع لا تنقطع من الأحباب، فهي صاحبة القلب الطيّب كما يقولون، ورفيقة درب المحتاجين كما يصفون.. تعطي السائل إذا احتاج، وتُكرم الضيف دون سؤلا، وتُساعد كل من حولها دون مُقابل؛ فهي كما يصفها الأقارب "ملاك الأرض"؛ فالطالبة سارة طارق، بنت محافظة الشرقية، والبالغة من العمر 18 عاما، والتي كانت تنتظر نتيجتها في الثانوية العامة، قد فارقة الحياة دون إنذار أحبابها.
تقول سمر موسى، ابنة خال سارة طارق، إنَّ الفتاة لفظت أنفاسها الأخيرة، بعد تعرضها لوعكة صحية شديدة، إثر الإصابة بمرض السرطان، وتوفيت داخل الرعاية المركزة.
سنوات عديدة تقاوم الفتاة مرض السرطان اللعين، بالابتسامة والاجتهاد خلال رحلتها الدراسية، ولم تخضع لجلسات الكماوي، فكانت دائمًا تُسطّر أحلامها وتُريد تحقيقها، لكنَّ القدر كان قريب.
عن طموحاتها، في آخر رسالة وجهتها لأحد الأساتذة لها التي تتلمذت علي يد أحدهم في الثانوية العامة، عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قبل رحيلها، قائلة: "حقيقي جت في وقتها.. أيوه هدخل الكلية، وأبقى طالبة جامعية، وأنا كمان مبسوطة أوي إن أنا خدت معاك عشان يبقى ليا أخ كبير".
تروي سمر موسى، ابنة خال سارة طارق، جوانب حياة الطالبة الراحلة، وعلاقتها بها، إذ تقول: «إحنا متربين سوا ومع بعض في كل حاجة، سارة مكنتش شبه أي حد في تصرفاته، لو فيه تجمع عائلي إحنا كبنات كنا بنجيب صور الميكاب وصور الهدوم، هي كانت بتلم أطفال العيلة تقعد تلعب معاهم».
حالة الحزن والألم على فراق القريبة والصديقة، ما زالت تسيطر على «سمر» بشكل كبير، الدموع التي تنهمر منها هي سيدة الموقف: «سارة علقت اللي حواليها بيها ومشيت، ومخدتش علاج كيماوي زي ما انتشر، كان نفسنا تفضل معانا، ونلاقي حد يقدر يشخص حالتها وتتعالج وتخف».
«سارة» أصيبت بالسرطان، وتوفيت به مثلما أصاب والدها من قبل، وتوفى متأثرا به بعدما عجز عن الاستمرار في المواجهة، لتصبح والدتها الأم والأب في آن واحد، لكن السيدة الصابرة فقدت في نهاية المطاف، ابنتها بالمرض ذاته.
اقرأ أيضًا..