سيدة تبحث عن الطريق (قصة قصيرة).. الحلقة الأخيرة
السبت 19/ديسمبر/2020 - 03:22 م
سارة عصمت
عادت غادة إلى المنزل بعد عناء يوم طويل به الكثير من الأحداث وأثناء عودتها كانت تفكر أنها لم تستطع الانتهاء من تحضير الطعام وأنها تصل إلى المنزل قبل عودة الأبناء بوقت قليل وعليها أن تسرع في الانتهاء من الطعام قبل وصول الأبناء، فما إن وصلت إلى المنزل حتى بدأت بإعداد الطعام، إلا أن الأبناء ما لبثوا أن وصلوا إلى المنزل.
تذكرت غادة أن تلحقهم بمدرسة غير التي تعمل بها كي يعتمد كلا منهم على نفسه كانت تحب الأطفال فأنجبت ولدها الحبيب ثم أنجبت ابنتها الحبيبة أصرت أن تعدل بينهما في كل شيء. حتى القبلات، وحينما رن جرس الباب فكرت سريعا أنهم ما داموا قد دخلوا إلى المنزل فلن تستطيع إعداد الطعام وأمامها أحد خيارين إما أن تطلب طعاما أو أن تجد طريقة تبعدهم بها حتى تنتهي من الطعام.
فكرت في أفلام الأطفال ولكن وجدت أنها لابد أن تراقب ما يدخل إلى عقول أبنائها وتفسر وتشرح وتحلل، وهو ما لا يمكن القيام به.
وأخيرا اهتدت إلى أن تجعل الأطفال يساعدوها فقالت لهم أنا أعد الطعام وأنتم تنظفون المنزل وأعطت كلا منهم فوطة نظيفة وقالت زياد ينظف هذه المنضدة وقد أزالت من عليها كل التحف فى مكان آمن، أما زينة فسوف تنظف هذه المنضدة وسأرى بعد انتهائي من إعداد الطعام أي منضدة أكثر نظافة بشرط عدم استخدام أي شيء سوى الفوطة قالت زينة طبعا الفتيات ينظفون أفضل فرد زياد بتحدي سنرى.
ذهبت غادة إلى المطبخ مسرعة وانتهت من إعداد الطعام في أسرع وقت ممكن وعادت إلى الأبناء فوجدت كلا منهم يجتهد في نظافة المنضدة فضحكت وأخذتهم في حضنها وقبلتهم وقالت كلاكما قد اجتهد وكلاكما فائزان ولكما جائزة نصف ساعة نشاهد جزءًا من فيلم تختارونه من أفلام الأطفال وسأشاهد معكما ولكن الآن نتناول الطعام وننتهي من الواجبات.
انتهى الأطفال من الطعام وعندما أتى وقت الواجبات تحمس زياد بينما تثاقلت زينة لاحظت غادة أن زياد ينتهى من الواجب قبل أن تجلس لترى ما هى الواجبات المفروضة عليه، بينما زينة تظل تطلب أشياء مثل القلم الحاد والاستيكة، و تقول أريد أن أشرب الماء لقد تعبت أريد أن أستريح مما تستريحي يا بنيتي الأمر لم يبدأ بعد وعندما سألت صديقتها ميس أمانى الاخصائية النفسية فى المدرسة قالت لها زينة تحتاج إلى أسلوب مشوق في التعليم، وذلك عن طريق اللعب وفعلا بدأت غادة في أسلوب التعلم عن طريق اللعب، وهنا بدأت زينة تحب المذاكرة وأصبحت متفوقة في دراستها بعدما ظنت غادة أنها لن تصبح متفوقة ابدا اما زياد فقد تعاون الأب مع غادة فى ان يذهب به إلى التمرين حتى لا يشعر بالملل أثناء مذاكرة زينة وانشغال الأم بعالمها.
نظرت غادة لابنتها وهي مستمتعة بالمذاكرة ومقبلة عليها بسعادة ونظرت إلى ابنها وهو ينتهي من واجباته مبكراً لكي يستطيع اللحاق بتمريناته فابتسمت وقالت الحمد لله الذي وفقني للتعامل معهم لولا قرأتي وحضوري الكثير من ندوات الإرشاد التربوى لما استطعت رعاية أبنائي بالصورة التي كنت أحلم بها دوما.
في نهاية اليوم ذهبت غادة لتضع رأسها على وسادتها بعد عناء يوم طويل تذكرت ما مر بها من أحداث وجدت تلك الكلمات تقفز من قلبها فجعلت تقول
وسط الطريق
وسط الطريق ظننت أنى عرفت الطريق
ظننت أني سأذهب حتما إلى هناك إلى تلك الواحة الغناء وسط الصحراء
فجأة لا أجد الطريق هل أذهب هنا أم إلى هناك؟
أعود لأبدأ من جديد أم أسير إلى آخر الطريق؟
هل هي واحة أم سراب؟
التفت، أجدني وجدت الطريق سأصل يوما إلى واحتي الخضراء وسط الصحراء سأجد الطريق
النهاية.