السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

"بسمة".. أول ضابطة شرطة من الصعيد الجواني

السبت 21/نوفمبر/2020 - 03:25 م

شابة صغيرة تنتمى لقرية "السليمات" فى أقصى شمال محافظة قنا، تتبع مدينه "أبوتشت"، وعضوة في أسرة مكونة من 9 أفراد بينهم 6 فتيات جميعهم خريجى جامعات، وبينهن ولد وحيد فى المرحلة الثانوية.


تخرجت بسمة في كلية التربية قسم فرنساوى بتقدير جيد جدا، والدها مدير مدرسه بالمعاش قضى معظم حياته فى تخريج أجيال متتالية من وزارة التربية والتعليم.

كانت بسمة محمود عبدالله تهوى الصحافة منذ صغرها وبالفعل التحقت وهى طالبة بعدة تجارب محلية، حيث كانت قارئة نشرة فى أحد المواقع لكن لم تستمر طويل لأن حلمها كان مختلفا فقررت ترك العمل بالصحافة.

تقدمت لنيل دبلومة تربوية من جامعة جنوب الوادى وقد تفوقت بها وكانت تستعد للعمل بالتربية والتعليم إلا أن الحظ فقط منعها وهاتفها قائلا "لسه الامانى ممكنه".

كانت ترى فى الأفلام الأجنبية، الفتاة وهى تعمل ضابط شرطة وتقول فى نفسها "نفسى ابقى زيهم".

وفى يوم سعيد فى حياتها وبالصدفة قرأت عبر صفحات التواصل أن أكاديمية الشرطة تستقبل طلبات الراغبين فى الالتحاق بها منذ أسبوع ولم يتبقى سوى يومين فقط.

بسرعة قفزت من سريرها لتلتقط حقيبتها وتغدو إلى قاهرة المعز متسلحة بموافقة والدها ودعاء والدتها وحلم أخواتها.

في أثناء تقدمها لأكاديمية الشرطة بأوراقها كانت المفاجأة، قيل لها هنك نقص فى الأوراق وعليكي أن تحضريه خلال 24 ساعة فقط وقبل غلق باب القبول، فكاد الإحباط أن يصيبها فهى فى القاهرة والأوراق التى تحتاجها فى قنا التى تبعد ذهابا وايابا 30 ساعة.

أنقذها القدر وسافرت وتواصلت مع جامعتها ووفروا لها ما تريد من أوراق وكانت آخر طالب يتقدم بأوراقه للأكاديمية قبل غلق الباب بـ35 دقيقه فقط.

"بسمة" لا تعرف للوساطة طريق ليس لأنها ليست من أنصارها بل لأنها لا تملكها من الأساس، وتعاطف معها كل المحبين ومن هو مؤمن بتجربتها فأصبحت أمل بنات الصعيد بأكمله ونجاحها يدفع بالمرأة لمكانة أخرى.

ولأن القدر كان بجوارها فكانت واحدة من "4" بنات فى تخصصها ونجحت فى كل الاختبارات مما أهلها للالتحاق بأكاديمية الشرطة لتحقق وبدون مبالغة ثورة حقيقية فى أحلام البنات وتؤكد أن الصعيد غادر مرحلة "البردة واليشمك والعبودية النسائية للأبد".

وواصلت تفقوقها فى الأكاديمية فتم تعيينها بمقر الأكاديمية بالقاهرة فى مركز أبحات الشرطة لتكون بحق "بسمة فى الزمن الكالح بصعيد مصر"، لدرجة أن العام التالى من التحاقها بالأكاديمية تقدمت 125 فتاة من الصعيد يريدن أن يكن مثلها.