السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

فاطمة شعراوي تكتب: قرار وقف الملك

الثلاثاء 06/أبريل/2021 - 10:56 م
هير نيوز

لا يصح إلا الصحيح.. تلك المقولة التي تعمل على أساسها المتحدة للخدمات الإعلامية، وتثبتها في مواقف عديدة من بينها ما حدث منذ فترة من تقليل الأجور الباهظة، والتي كنا نسمع بها ونندهش لبعض النجوم..

المقولة أثبتتها أيضًا المتحدة بقرارها بوقف تصوير مسلسل «الملك» واتخاذها قرارًا أهم بتشكيل لجنة عاجلة من مجموعة من المتخصصين في التاريخ والآثار وعلوم الاجتماع لمشاهدة العمل ومراجعة السيناريو كاملًا وإبداء الرأي بموضوعية ومهنية حتى لو ترتب على ذلك عدم عرضه في رمضان المقبل.

هذا القرار المهم يؤكد اهتمام الدولة بالحضارة والآثار والتاريخ المصري، ويأتي متضامنًا ومناسبًا لما نشهده من فخر خاصة في هذه الأيام بعد السيمفونية الرائعة التي عزفتها الدولة بنجاح، وشهد لها العالم كله في احتفالية موكب المومياوات والتي شهدت نقلًا حيًا رائعًا لم يكن به خطأ واحد.. هذا الحدث الذي أبهر العالم كله ولفت أنظارهم إلى مصر بكل فخر وحب وسعادة أحاطت به على مدى ساعات النقل.

وأعود للقرار الحكيم الذي اتخذته المتحدة للخدمات الإعلامية وأحيي من اتخذ هذا القرار على وطنيته واعتزازه بمصريته وإرادته في أن نتعرف على التاريخ المصري والحضارة المصرية العريقة على حقيقتها وأصولها بدون أخطاء درامية، والتأكيد على مراعاة ملاحظات المتخصصين ووضعها في الاعتبار والاهتمام بتطبيق ملاحظات وآراء ذوي الخبرة والكفاءة ليساعد ذلك في نجاح مسلسل "الملك" الذي تنتجه الدولة.

بالطبع كلنا لدينا شوق لمشاهدة مسلسل «أحمس»، ولكن بشكل يتناسب مع عصر الحضارة المصرية القديمة التي يمثلها هذا التوقيت، ولا يختلف عنه في الشكل أو المحتوى أو المظهر أو الملابس أو غير ذلك من المظاهر العديدة التي يراعيها العمل الناجح من كل جوانبه، خاصة أن مصر تذخر بالمتخصصين في هذه الأمور كالملابس الفرعونية واللغة المتداولة في هذا التوقيت وهيئة المعابد وكل ما يخص الحضارة المصرية القديمة.

خلال الآونة الأخيرة أثيرت بعض الانتقادات حول أفيش مسلسل «الملك» والملابس والذقن التي يظهر بها الفنان عمرو يوسف، وبعد طرح برومو المسلسل أيضًا تم توجيه العديد من الانتقادات وتعرض العمل وأبطاله إلي نقد لاذع على مواقع التواصل الاجتماعي ما بين معارض لتجسيد عمرو يوسف شخصية الملك أحمس، بالرغم من اختلاف شكله ومظهره الخارجي كليًا مع المصريين في عهد الفراعنة، وما بين ناقد للمظهر الخارجي لعدد من الأبطال الآخرين، وكانت تلك الانتقادات كفيلة لإعادة النظر والتفكير من جانب شركة وطنية محترمة تحترم عقل المشاهد وتسعى إلى أن تضيف إليه جديدًا من المصداقية بأعمال جادة وراقية تثقف وتنمي العقل والوجدان..

أعمال تلتزم بحقيقة التاريخ وتؤثر على الوعي الجمعي بالتاريخ وتراعي أن العامة من الناس عادة ما يستقون معظم معلوماتهم التاريخية أو غيرها من الدراما والسينما؛ وهو ما يستلزم المراجعات الدقيقة والتمسك بسرد الحقائق.


------------
الأهرام

ads