أكل العيش لايعرف "كورونا".. 3 قصص تكشف "جدعنة" ستات مصر
الخميس 19/نوفمبر/2020 - 10:53 م
حملن أرواحن على أيدهن، واجهن صعوبات الحياة بقلوب حديدية، تغلبن على مآسي الحياة بطريقتهن الخاصة، ومع تفشي فيروس كورونا، خرجن يمارسن أعمالهن في سبيل الكسب الحلال، وبالرغم من كونهن "الجنس الناعم" إلا أن بطولاتهن أعاد إلى أذهاننا المثل الشعبي الشهير "الست بـ100 راجل".
بائعة الأنابيب: "الحياة لا تعرف الاستسلام"
ساعات طويلة تظل خلالها تتجول مترجلة فى منطقة مصر القديمة، يشيرون إليها الرجال ويقولون «أهى دى ستات مصر اللى بمليون راجل»، وبالبرغم من نحافة جسدها تحمل «أنوار» أسطوانة البوتاجاز على كتفيها.
جائت بائعة الأنابيب للقاهرة قادمة من محافظة المنيا، برفقة زوجها، وبعد عدة سنوات توفى زوجها، لتصبح هى المسئولة عن تربية أبنائها وإعالتهم، خاصة أنها مغتربة عن أهلها، وقالت: «حسيت أن الدنيا جت عليا أوى أول ما جوزى أتوفى، بس مكنش قدامى إلا أنى استرجل علشان أعيش ولادى من الحلال»، وتابعت: "الحياة لا تعرف الاستسلام".
وتستكمل بائعة الأنابيب قصتها وقالت، إنها تحمل الأثقال على كتفيها من الساعة السادسة وتتجول مترجلة فى شوارع مصر القديمة منادية: «أنابيب»، تحمل فى يدها مفتاحا أصبح هو صديقها الدائم.
عريفة: "ربنا الحارس"
على أحد الأرصفة بمنطقة حدائق القبة، تستقبل زبائنها، تجلس أمام بعض الخضراوات، بالرغم من تجاوز عمرها الـ65 عامًا، إلا أنها «تعافر» مع الحياة بحماس، هكذا نبدأ قصة السيدة العجوز «عريفة» والتي قضت سنوات عمرها فى كفاح لتربية أبنائها الخمسة بعد وفاة زوجها، فكانت تساعده فى بيع الخضراوات، وبعد وفاته لم تجد سوى هذا النشاط، وبالقروش القليلة التى تأتيها من بيع الخضراوات استطاعت أن تربى أبناءها الخمسة، وتزوج ثلاثة منهم.
وأشارت العجوز إلى أن بيع الخضراوات كان مصدرها الأساسى في سد احتياجات منزلها، وقالت: "ربنا الحارس من كورونا".
بائعة الجرائد:"أكل العيش مبيرحمش"
الساعة تدق السادسة صباحًا، تستيقظ مسرعة على إحضار وجبة الإفطار، وإما أن ينتهي أبنائها من تناول الطعام، حتى تخرج مسرعة لتبدأ يومها وحتى السابعة مساء.
وسط عشرات من الجرائد تجلس «أم هانى» في سكون، لسان حالها شاكر المولى على نعمته عليها بالستر، وبجوار سلم الإليزيه بأرض اللواء بالجيزة، وتترقب خطوات المارة.
«أم هانى» هكذا لقبها أهالي أرض اللواء، اسمها الحقيقي بخيتة عطا، فهى تعد نموذج الأم المكافحة التى تكد من أجل أبنائها الـ5، قصتها تعود حينما تزوجت من بائع جرائد فى الصعيد، ومنها ذهبت معه لمحافظة الجيزة، وأقامت فى أرض اللواء، وقالت إنها واجهت الأهوال فى تربية أبنائها، وبعد وفاة زوجها تحملت المسئولية كاملة فضاعفت مجهودها فى الشارع من أجل سد احتياجات أبنائها الخمسة، واستطاعت أن تزوج البعض منهم، وتابعت: "لا أخشى كورونا فربنا الحارس".
تلتقط أطراف الحديث، ابنتها «نورا»، التى تعاونها فى بيع الجرائد، وقالت: «أمى نموذج نفتخر به أمام الدنيا كلها»، وتشير الابنة إلى أن والدتها كافحت حتى استطاعت أن تزوجها وبرغم ذلك لم تتخل البنت عن والدتها بدعوى انشغالها بأبنائها وزوجها كما تفعل كثير من الفتيات بل تأتى يوميًا لمراعاة والدتها فى البيع والشراء. إنها تشعر بفخر شديد لنظرة المارة لوالدتها المكافحة، التى أصيبت بالعديد من الأمراض بسبب ضغوط الحياة، أمى تبكى وتقول: «نفسى فى معاش علشان يضمن حياة ولادى من بعدى ومش عارفة بعد زيادة أسعار الجرائد هبيع إزاى».