مطلقة وافتخر
نعم افتخر يا جارتي التي تخشى مني على زوجها. تخافين أن أخطفه منك وكأنه لعبة أو بضعة جنيهات يمكنني سرقتها. زوجي الذي طلقني هذا. كان يريد امرأة محترمة بعد أن عرف عرف نساء بعدد شعر رأسه. تعرفت عليه في العمل.
أعجب بي جدا. لم يحبني بالطبع فمثل هذا الرجل لا يعرف الحب. لا يعرف غير رغباته الجنسية وخياناته المتعددة لي. حكوت له لسذاجتي عن معاناتي مع أخي الذي يقهرني ويضربني ولا يدعني أعمل مثلما أريد ولم يعطني حقي في ميراث أبي. لم أكن أريد الزواج أصلا. ولكن بسببك جارتي العزيزة يا من تنظرين لي وتتحرين عن اخباري طوال الوقت.
انت تقولين: لماذا لم تتزوج هذه حتى الآن؟ لم أتزوج لأني ببساطة لا أريد. ولكن بسبب ضغطك أنت وأمثالك من الجارات والأقارب وبعض الأصدقاء وزملاء العمل. وأخي اخترت احلى المرين. أن أتزوج هذا الشخص. فقد كان يريد أن يأخذ امرأة يفرغ فيها حيوانه المنوية. لم ينظر لي أبدا على أني إنسانة لديها مشاعر أو تحس. فقط جسد. ولأن جسدي ضعيف ضامر.
آه. نعم. عفشي الذي اشتريته بميراث أبي. الشيء الوحيد الذي استطعت الحصول عليه من المال. طلقني غيابيا. وتركني في الشارع انا وابنه. ومرت ثلاثة سنوات ولم يراه. عدت إلى بيت أبي مرة اخرى وبدات ثانية من نقطة الصفر. لكن بخسارة فادحة. فكل أموالي وما لدي أخذه ولم يعطني مليما. حتى ملابسي وملابس ابني لم يعطني إياها. وتزوج من أخرى. أخرى سمحت لنفسها ان تحصل على أشياء أخرى. لماذا نحن النساء نفعل هذا في بعضنا البعض؟
قاومت كل شيء واحتضنت طفلي وثررت أن أخوض معاركي ضد كل شيء، اخي الكبير، العادات والتقاليد البالية في الصعيد، حظي العاثر، المحاكم ومشاكلها، والمستقبل الغائب.
إنني فقط اتساءل عما يخفيه الغيب؟
ماذا أفعل إذا أخذ مني الولد حينما يكبر في سن السادسة ويصبح مؤهلا لدخول المدرسة، أنا أجيد تربيته وأقضي معه كل وقتي ويومي، هو سعادتي الكبرى أنا وأمي حيث نعيش معًا في بيت أبي الكبير. اقرأ له القصص واكتشف معه العالم وأصنع منه رجلا حقيقيًا عكس أبيه تمامًا.
ماذا سيحدث له أخذه مني وتعرف الطفل على عالم آخر غير الذي أصنعه له، عالمي المثالي اللطيف المعتمد على التربية الحديثة. واللطف وقصص الاطفال والطبيعة الساحرة في الريف. سوف يعامله بشكل سيء. سوف يصنع منه شخصًا بشعًا مثله، غير مسئول، لا يستطيع كبح جماح رغباته، فيما مضى كنت لا ابالي بالحياة، أعيش أو اموت، أما الآن أنا أحسب أنفاسي، أحفظني أنا نفسي، لابد ان أعيش من أجل طفلي، لابد ان اثبت لكم جميعًا، كل الجيران وكل الناس أني لست كما تظنون فيما يخص أخلاقي كمطلقة، أنا أم فاضلة وكنت زوجة وفية أمينة تعرضت للخيانة عشرات المرات.
جارتي العزيزة ويا كل النساء اللائي ينظرن للمرأة المطلقة كأنها كابوس أو فزع، أرجوكم كفوا عن ذلك ودعوني أعيش بهدوء أنا وابني وتوقفوا عن النظر إلى بطريقة سيئة، نعم أنا مطلقة وفخورة بكوني ذلك، اليوم ذهبت إلى السجل المدني، وغيرت هويتي في البطاقة، ومازحت الموظفة حينما قلت لها اكتبي بجوار كلمة مطلقة، افتخر، حتى تصبح الكلمة كاملة، مطلقة وافتخر، ضحكت من قلبها وقالت لي لي: اترتحتِ منه يا بنتي أنت بأفضل حال الآن.