اعتاد الشعب المصري من أعضاء مجلس النواب تفضيل طلبات الإحاطة عن الاستجوابات، والدليل على ذلك عدم مناقشة مجلس النواب السابق سوى استجواب وحيد، كان مقدمًا من النائب محمد الحسيني ضد الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة؛ بشأن سوء وتدهور الأحوال داخل مستشفى بولاق العام بمحافظة الجيزة، وللتعرف على أسباب تفضيل أعضاء مجلس النواب طلب الإحاطة عن الاستجواب والفرق بينهما وشروط كلًا منهما، وهل عدم التقدم بالاستجواب يعنى أن أداء الحكومة لا غبار عليه؟، ومدى إمكانية تقدم نائبات مجلس النواب خلال الفترة المُقبلة بطلبات إحاطة أو استجوابات.. إليكم الإجابة في السطور التالية:
نشوى الشريف، عضو مجلس النواب، قالت: "إنه يتم استعمال الأداة البرلمانية؛ طلب الإحاطة أكثر من استعمال الأداء البرلمانية الأخرى الاستجواب، لأن الاستجواب أقوى ويحتاج إلى معلومات كبيرة للغاية حتى تستطيع الأداة البرلمانية أن تصل للاستجواب سواء استجواب لرئيس الوزراء أو أحد نوابه أو أحد الوزراء المتواجدين في الحكومة؛ فلابد أن يحصل النائب مُقدم الاستجواب على أكبر قدر ممكن من المعلومات لتقديمها، مشيرة إلى أن طلب الإحاطة يتطلب معلومات أيضًا ولكنه أسرع من الاستجواب، وبالتالي نجد أغلب النواب يستخدمون طلب الإحاطة أكثر في غالبية الجلسات العامة لمجلس النواب".
وأوضحت نشوى الشريف لـ«هير نيوز»، أن آخر استجواب تم تقديمه ومناقشته تحت قبة مجلس النواب كان لوزيرة الصحة خلال دور الانعقاد الماضي، مشيرة إلى أن لائحة مجلس النواب حددت شروط وآليات وإجراءات لتقديم الاستجواب، فالمادة 216 من اللائحة الداخلية للمجلس نصت على أنه لكل عضو الحق في تقديم استجواب لرئيس مجلس الوزراء أو نوابه أو الوزراء للمحاسبة فى شأن ما، كما أن المادة 217 نصت على أنه لطلب توجيه الاستجواب لابد أن يتم كتابته وتوجيهه لرئيس المجلس مع إرفاقه ببيانات خاصة بالأمور المستجوب عنها، ولابد من وقائع محددة يُشار إليها داخل الاستجواب.
وأضافت عضو مجلس النواب، أن الاستجواب لا يجب أن يكون فيه مخالفة للدستور أو عبارات غير لائقة أو متضمن لشيء لا يدخل في اختصاصات الحكومة أو خاص بمصلحة شخصية للمستجوب، ولا يجوز تقديم موضوع سبق للمجلس أن فصل فيه في ذات دور الانعقاد.
وكشفت النائبة نشوى الشريف عن عزمها التقدم بطلب إحاطة لرئيس جهاز التنظيم والإدارة بشأن العمالة المؤقتة في قطاع البترول، متسائلة: "لماذا لم يتم تعيينهم حتى الآن؟"، مضيفة أنها سوف تتقدم بطلب إحاطة آخر فيما يخص تسوية المؤهلات لمن حصلوا على المؤهل أثناء الخدمة في المؤسسة التابعين لها؛ حتى يتم تسوية المؤهل وفقًا للمؤهل الجديد الذي حصلوا عليه.
وفي سياق متصل قالت رانية الجزايرلي، عضو مجلس النواب: "إن الاستجواب شيء عظيم للغاية ولابد أن يحتوي على مستندات ووثائق قوية جدًا تستدعى أن النائب يقدم طلب الاستجواب، لاسيما أنه ليس من الأدوات السهلة التي يتم استخدامها بشكل دائم، كما أنه يجب أن يتضمن أمور أساسية قد تتسبب فى إقالة الوزير، وبالتالى لا يتم استخدامه كثيرًا، لأنه عند حدوث مثل هذه الخطوة يجب على النائب أن يكون متأكد تمامًا ولديه جميع المستندات والإثباتات االلازمة حتى يتقدم بالاستجواب.
وأكدت رانية الجزايرلي لـ«هير نيوز»، أن عدم تقديم الاستجواب لا يعني أن أداء الحكومة لا غبار عليه، موضحةُ أنه ليس له علاقة بذلك، لاسيما أن مجلس النواب السابق شهد مناقشة استجواب واحد فقط وبناء عليه كان سيتم إقالة وزيرة الصحة، مشيرةً إلى أن تقييم أداء الحكومة له عدة مقاييس أخرى وأنه ليس بالضرورة أن يكون النائب مقدم الاستجواب غير راض عن أداء الحكومة، لافتةً إلى أن الاستجواب لابد أن يكون حول قضية فساد أو شيء قوى للغاية.
وأضافت أن تقدمت باقتراح برغبة بخصوص موضوع تنظيم النسل، موضحة أن الاقتراح برغبة يدخل للجان المختصة تقوم بدراسته لمعرفة مدى ملائمته مع الدستور ورأى الأزهر الشريف فيه والآليات التى يمكن اتباعها لتنفيذ هذا الشىء، لافتةً إلى أن اقتراحها مجرد أفكار بحلول لمشاكل، وعلى حسب ما يتراءى بعد الدراسة سيتم تحديد عدد الأطفال،لافتةً إلى إمكانية تقليل بعض الامتيازات للأسر غير الملتزمة بتنظيم النسل، خاصة أننا رأينا بلاد أخرى مثل الصين عندما بدأت فى سن وتطبق قانون ينص على أن كل أسرة لا تنجب أكثر من طفلين منذ عام 2015م؛ حدثت لها طفرة كبيرة فى الاقتصاد.
وقالت عضو مجلس النواب إنها تقدمت بطلب إحاطة لمساواة شهداء الأطباء الذين استشهدوا فى أزمة كورونا بشهداء القوات المسلحة أو شهداء أى عملية استشهادية لأن الأطباء هم خط الدفاع الأول، لأنهم يداعفون عن الشعب فى هذا الوقت؛ فمن حقهم أن نمنح لهم حقهم كشهداء، مطالبة بإطلاق أسمائهم على المدارس أو الاماكن التى كانوا يسكنون بها كنوع من أنواع التكريم، مضيفة أنها لديها طلبات إحاطة كثيرة جدًا سوف تقدمها خلال الفترة المقبلة خاصة فيما يتعلق بمشاكل دائرتها فى محافظة الإسكندرية.
وأضافت رانية الجزايرلي، أنها أشارت أيضًا إلى مشكلة ظهر محطة سيدى جابر، واصفةً إياها بالمرعبة والمتحولة لسوق غير حضارى بالمرة، على الرغم من أنها مدخلًا للإسكندرية وكان يجب أن تدل على جمال المحافظة، مستطردة حديثها قائلة: "هناك مشاكل مرعبة على الطريق الصحراوى طالبت محافظ الإسكندرية بحلها، حيث توجد "لوارى وكنتينرز" على جانبى الطريق الصحراوى تقوم بالتحميل، وهذا بالطبع أمر مفروض وغير مسموح به"؛ فبالتالي طالبت المحافظ باتخاذ إجراء حازم ووعدها بحل الأمر.
وبدوها قالت سهام بشاي، عضو مجلس النواب: "إن هناك فرق بين الاستجواب وطلب الإحاطة، فالاستجواب يستدعي المسؤول للحضور أمام مجلس النواب ويتم سؤاله عن قضية ما أو أمر يهم المجتمع، لكن طلب الإحاطة كأنك تحيطه علمًا بمشكلة معينة، كما يوجد طلب عاجل في الأمور المستعجلة لطلب خدمة أو معرفة حيثيات قضية مهمة وعامة وبهذا الشكل يستطيع البرلماني أن يكون له آليات يؤدى بها مهامه إذا كانت تشريعية أو رقابية أو خدمية.
وأشارت سهام بشاي لـ«هير نيوز»، إلى أن مجلس النواب استدعى وزراء حكومة مصطفى مدبولي واستمع إلى بياناتهم وناقشها بكل موضوعية، مشيدةً بالمستشار حنفي جبالي رئيس مجلس النواب الحالى، لافتةً إلى أن استدعاء الحكومة بالكامل شيء يحسب له.
وأوضحت عضو مجلس النواب أنها نائبة عن حزب الوفد، الذى من المفترض أنه حزب معارض لكنه ليس معارض لأجل المعارضة بل معارض لأجل البنيان، ومع ذلك يتم منح نواب الحزب وهى واحدة منهم حق الكلمة، مشيرة إلى أنها مكثت شهر فى البرلمان وحتى الآن تحدثت حوالى أربع أو خمس مرات مع الوزراء الذين تواجدوا فى المجلس، مشيدة بالتنظيم الرائع داخل الجلسات العامة، لافتة إلى أن إدارة الجلسات جيدة جدًا ويتم إعطاء الحق للكل للحديث ولا يوجد أى مانع من تقدم النواب بأى طلب إحاطة أو استجواب أو شىء آخر بالعكس فهذه الدورة دى مميزة جدًا.
ومن جهتها قالت عبلة الهواري، عضو مجلس النواب، لـ«هير نيوز»، إنه لم يتم تقديم أي استجواب خلال هذا الفصل التشريعي ويُفضل طلب الإحاطة، لأن الاستجواب عبارة عن توجيه المخالفة للمسؤول مباشرة ودون أي إحاطة وبالتالي قد يترتب عليه آثار جسيمة، مشيرة إلى أنها سوف تتقدم بطلبات إحاطة كثيرة الفترة المُقبلة لكلًا من: "وزير النقل، وزيرة التضامن، وزير الزراعة".
وفي ذات السياق قالت حنان عبد المنعم عوض، عضو مجلس النواب، لـ«هير نيوز»: إن طلب الإحاطة يتم التحقيق فيه والرد يكون ورقيًا إجباريًا أما الاستجواب فمن الممكن للوزير الاعتذار ويؤجل النظر فيه للظروف المحيطة.
في حين قالت ابتهاج الطوخي، عضو مجلس النواب، لـ«هير نيوز»: "إنه يُفضل طلب الإحاطة عن الاستجواب؛ لأن طلب الإحاطة لتوجيه سؤال للوزير وأما الاستجواب يمثل سحب الثقة منه؛ ففي البداية يقدم طلب إحاطة وإذا كانت الإجابة غير مقنعة يتم تقديم الاستجواب، مشيرة إلى أنه بالنسبة لها فهي لم تتقدم بطلب إحاطة حتى الآن ولم تتقدم إلا بعد تقييم بيان الحكومة أولًا من اللجان النوعية بمجلس النواب.