محامية بالنقض: نقدم الدعم النفسى للناجيات من العنف
كتبت:- رندا ثروت
" كونك امرأة فهذا شئ صعب "، هذه الكلمات قالها مدرب ألماني في أحد التدريبات لمجموعة من طالبات الإعلام، ورغم حقيقتها إلا أنها نزلت كالصاعقة عليهن، نعم كونك امرأة فهذا يعني تعرضك لأشكال مختلفة من العنف، فوفقا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، يوجد 34% من النساء اللاتي سبق لهن الزواج تعرضن لعنف بدني أو جنسي من قبل الأزواج، و 90% من السيدات تعرضن للختان، و 27.4% أي أكثر من ربع النساء تزوجن قبل بلوغهن 18 سنة، كما جاء بتقرير الجهاز المركزي، أن نحو 7% من النساء تعرضن للتحرش في المواصلات العامة، وتعرض نحو 10% منهن للتحرش في الشارع، هذه الأرقام فسرت صعوبة كونك امراة، لذا هناك العديد من المؤسسات تعمل على مكافحة أشكال العنف ضد المرأة، فحرصت هير نيوز على الإلتقاء بأحد المسئولين بتلك المؤسسات للتعرف أكثر على طبيعة عملهم وكيفية تقديم المساعدة لأي امراءة تتعرض لعنف.
انتصار السعيد محامية بالنقض ،رئيسة مجلس أمناء مؤسسة القاهرة للتنمية والقانون، وهي مؤسسة تهتم بمناهضة العنف ضد النساء، تحدثت معنا عن كيفية التواصل مع من يتعرضن للعنف وكيفية تقديم المساعدة لهن قائلةً، " يتوافر لدينا الخط الساخن، لتقديم المساعدة القانونية والاستشارات القانونية اللازمة للنساء، أيضا نقدم الدعم النفسي للناجيات من العنف وكل هذا بشكل مجاني، ففي البداية تقوم الناجية بالاتصال بنا لكي نحدد لها ميعاد في المكتب لدينا، وتجلس مع محامية ونستمع منها إلى شكواها، ونتعرف على نوع الخدمة التي تريدها، فنحن نقدم مساعدتنا في قضايا العنف الأسري أو العنف الجنسي سواء تحرش أو اغتصاب.
وعن أبرز وأهم الحالات والقضايا التي عملت عليها المؤسسة، تذكرهم لنا انتصار قائلةً، " هناك حالات إثبات النسب لأولادها، فتكون السيدة متزوجة رسميا وحين إنجابها للبنت يرفض الزوج أن يستخرج لابنته شهادة ميلاد، فنحن نساعد في هذا الموضوع حتى تحصل الابنة على شهادة ميلادها، أما أبرز القضايا التي عملنا عليها وكانت قضية رأي عام، هي قضية "فتاة العياط"، نحن كنا متيقنين من براءة تلك الفتاة، ظللنا نعمل عليها حتى كونا رأي عام مساند لها واستطعنا الحصول على قرار من النائب العام لإخلاء سبيلها.
يذكر أن «فتاة العياط»، هي الفتاة التي قامت بقتل سائق حاول الاعتداء عليها، ثم قامت بتسليم نفسها للشرطة.
تستكمل السيدة انتصار الحديث عن الحالات التي ساعدوا في التقديم الدعم لهن، وتروي لنا قصة أحد الفتيات قائلةً، " الأسبوع الماضي كان لدينا فتاة وعمرها 14 سنة وتعمل بأحد المنازل، وتم اتهامها بالسرقة من جانب أصحاب المنزل الذي تعمل به، ثم اتضح أن هذا الاتهام تم على خلفية اغتصاب الفتاة، وتلقينا استغاثة من أهلها، فذهبنا لحضور التحقيقات معها واستطاعنا أن نحول القضية من قضية سرقة إلى توصيفها الطبيعى والحقيقى "قضية فتاة تعرضت للاغتصاب"، والمتهم الذي قدم فيها البلاغ اعترف بعد أن أثبت الطب الشرعي تعرضها للاغتصاب، وقدم للمحاكمة وأرى أن هذا قصة نجاح لنا لأننا استطعنا أن نثبت براءة الفتاة من السرقة، واستطعنا تحويلها من متهمة إلى مجني عليها".