الأحد 29 سبتمبر 2024 الموافق 26 ربيع الأول 1446
رئيس مجلس الإدارة
خالد جودة
رئيس مجلس الاداره
خالد جوده

كيف تديرين حياتكِ الزوجية لتجنب الطلاق؟.. خبيرتا علاقات أسرية توضحان

الجمعة 05/فبراير/2021 - 12:31 م

أصبحت الحياة الأسرية في المجتمع المصري على المحك، فقد ارتفعت نسبة الطلاق بين الشباب، ووفقا لتصريحات وزيرة التضامن الاجتماعي نيفين القباج أشارت إلى أن 38% من حالات الطلاق تحدث في أول 3 سنوات من الزواج، ووفقا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء فإن حالات الطلاق وصلت إلى 225 ألفا و929 حالة طلاق خلال 2019م، فما الذي حدث في المجتمع أدى إلى هذه النسب وكيف تدار الخلافات الزوجية بحيث لا تؤدي إلى الطلاق.

المشاكل ملح الحياة الزوجية

في البداية، قالت الدكتورة شيماء المصري استشاري الصحة النفسية والإرشاد الأسرى والتربوي وخبيرة العلاقات الأسرية: "من الطبيعي حدوث خلافات في أي علاقة بين طرفين، وخاصة العلاقات طويلة الأمد مثل علاقة الزواج، والخلافات الزوجية تحدث لأسباب كثيرة منها كثرة المسؤوليات والضغوطات الأسريّة وقلة الاهتمام والرعاية، وعدم احترام الزوجين لبعضهما والأنانية والاهتمام بالنفس فقط والتقصير في الواجبات وعدم تحمل المسئولية وانعدام الثقة بين الزوجين وسوء التواصل وضعف الحوار بين الزوجين والعادات السلبيّة لأحد الزوجين مثل البخل والتسلط وسوء الخلق، ووجود بعض الإضطرابات النفسية المصاب بها أحد الزوجين".

وتابعت شيماء المصري، فى تصريحات لـ"هير نيوز": لكل واحدة من هذه الخلافات تقام الندوات وتلقى المحاضرات والدورات وتكتب الكتب والأبحاث، ولكننا هنا سنركز على سبب رئيسي للخلافات بين الزوجين، وهو الخلاف الناتج عن الاختلاف في الطباع الشخصية، بعض الخلافات تنتج من اختلافات في طبيعة شخصية كل طرف عن الطرف الآخر لكل منهما طريقة تفكير وآراء وقيم ومبادئ مختلفة نتيجة اختلاف البيئة التي نشأ فيها كل منهما وثقافتهما وتعليمهما وظروف كل منهما الحياتية وخبراتهما السابقة والسيكولوجية المختلفة بين الرجل والمرأة.

وأوضحت أنه من المهم في مرحلة الخطوبة البحث عن الشخص المناسب والمتكافئ مع الطرف الآخر،ففي حالة الخلاف بسبب اختلاف الطباع بين الزوجين يحاول أحدهما جاهدا تغيير الآخر ليلائم طباعه الشخصية، ومن هنا تبدأ الخلافات فمثلا الزوجة حنونة ورومانسية ورقيقة وهادئة، والزوج عملي جاد جاف في مشاعره، وكلاهما يحب الآخر ولكن كل واحد بطريقته الخاصة، هي تريده أن يُسمعها جميل الكلام ويتغزل بها، ويجلس معها ويعبر لها عن حبه، ويقضي معها أوقاتًا رومانسية وهو يعبر عن حبه لها بخدمات يقدمها لها، وهو يرى أن توفيره الأمان المادي لها والوقوف بجانبها في المواقف الصعبة واهتمامه ببيته وأولاده هو الحب، وكلاهما يرى الآخر مقصر والنتيجة لهذا الاختلاف أن لكل منهما احتياجات لا يلبيها الطرف الآخر، ولا يعلم بها غالبا بسبب سوء التواصل بينهما، وربما يصل الأمر للإنفصال العاطفي أو الطلاق الفعلي،ولو أنهم علموا أنها اختلافات في طبيعة الشخصية، وتعلموا من البداية كيفية التعامل مع أصحاب الطباع المختلفة وكيفية قبول الآخر والتواصل الجيد، لنجت سفينة الزواج.

فهم طبيعة الزوجين

أما أسماء الباز أخصائية الإرشاد الأسري والباحثة في العلاقات الإنسانية، فأشارت إلى أنه لتناول كيفية إدارة الخلاف بين الزوجين، فيجب على كل زوجة أن تعي أن زوجها يقع تحت ضغوط كبيرة في الخارج لتأمين لقمة العيش، وبالفعل أصبح العالم بالخارج صعبا جافا يحتاج إلى مجهود مضاعف أمام أعباء الحياة الأساسية والفرعية.

وأضافت: على الزوج أيضا أن يعي أن زوجته تعاني من معركة طاحنة بالداخل من تربية الأبناء ومتابعة دراستهم أو تدريباتهم وترتيب البيت والقيام بكل الأعباء الداخلية، ومع زيادة الضغوط على الطرفين أصبح كل طرف يلقي باللوم علي الآخر بدون أن يشعر، فأصبح الزوج يدخل إلى المنزل لا يطيق صراخ أبنائه ولا نقاش زوجته ولا يتحمل أي عبء منزلي جديد يضاف إليه، بينما أصبحت الزوجة تجد أن ملاذها الأخير هو عودة الزوج حتى يشاركها تلك المسئولية الكبيرة، فتنتظر منه أن يهون عليها بكلمة (شكرا - كتر خيرك) لتزيح ضغوطها ولكنها تتفاجئ بالعكس تماما، فهو ينعزل وحيدا ليفرغ كل كبت العمل ومشاقه، وهي تكتئب لأنها لا تجد متنفسًا آخر.

نصائح لتجنب الخلافات الزوجية

ووجهت شيماء المصري عدة نصائح لتجنب الخلافات الزوجية مشيرة إلى أنه يجب تنبيه المقبلين على الزواج أن يهتما سويا بحضور الدورات وقراءة الكتب التي تؤهلهم للزواج، وأن يدركوا أن حدوث المشاكل في الحياة الزوجية أمر طبيعي.

وتابعت: المهم أن يتحرى الزوجان الحكمة عند وجود المشكلة بالتروي والحوار والتفاهم، والسعي في حلها في إطار محترم مع الحرص، والحذر من اللجوء إلى الطلاق قدر الإمكان، فليس الطلاق هو الحل دائما، بل قد تكون له آثاره الوخيمة على الزوجين والأولاد.

بينما نصحت أسماء الباز، الزوجين بأن ينعما بحياتهما وأن يعيا الضغوط الواقعة عليهم بشكل كبير ويعملان علي تفريغها بشكل صحيح، فإذا عرفا أنهما راحة واستراحة وملاذ جميل كلاهما للآخر، فسوف يتجنبان الكثير من المشاكل التي تحدث بدون داعي نتيجة الضغوط الناتجة من الحياة ومسؤليتها، فإذا خلع الزوج مشاكل العمل على باب بيته واستقبل أهله بابتسامة وأدرك أن بيته هو مكان الراحة والأمان والسعادة لتغير رد فعله حين وصوله للمنزل.

وتابعت: إذا تركت الزوجة ضغوط البيت وأعباءه حين وصول الزوج واستقبلته بوجه بشوش، واعتبرته مصدر بهجة وفرحة ومشاركة مختلفة ودعمته ببعض الكلمات مثل (ربنا يعينك.. كتر خيرك) لكان الأمر مختلفا، فكلا الزوجين ينتظر من الآخر أن يدعمه.

تأثيرات العالم الوردى

وأشارت إلى أن المشاكل تبدأ بدون وجود مشكلة حقيقية، فقط لأن كل طرف لا يحتوي الآخر ولا يستوعب حجم قدره ولا يقوم بأي دعم اتجاهه، فزيادة نسب الطلاق بشكل كبير بسبب عدم الوعي الكافي لكلا الزوجين، فكلا منهم يرسم في مخيلته عالما ورديا وكثير من التوقعات الخيالية المستوحاة من الافلام والمسلسلات بعيدا تماما عن الواقع، وعلى الطرفين أن يعيا أن الواقع مختلف عن الأحلام ومختلف عن الأفلام، فليس الحب وحده يقيم منزلا ولكن تحمل المسئولية وقيام كل واحد بدوره.

وحذرت أسماء الباز من انتشار فئة كبيرة تدعو إلى الاستسلام السريع والانفصال السريع بمجرد وجود بعض المشكلات أو الاختلاف بين الشخصيات للزوجين، لذلك أصبح التسرع لغة العصر فحينما تجد الزوجة شخصيتها مختلفة عن شخصية زوجها فتسرع إلى الانفصال، وإذا حدثت مشكلة بينهما فتسرع إلى الانفصال كما أن الرجل أيضا يهددها بالطلاق بدون وعي وبدون داعي مما يشعرها بعدم الأمان واللجوء إلى الهروب.

وأكدت أن المجتمع يحتاج إلى توعية في الإعلام والتركيز على فكرة أن الاختلاف سمة من سمات الحياة، وحينما يعرفان جوانب الاختلاف وكيفية التعامل معه تصبح الحياة أسهل وأجمل، فالطلاق ليس سهلا أبدا وهدم بيت ليس سهلا، فلابد أن يحاول كلا الزوجان مرة واثنتان وعشرة في حل مشكلاتهم والتقريب بين وجهات النظر وسماع كل طرف للآخر حتى تستمر الحياة، فالحل ليس في الهروب والانفصال لأن تبعاته أكبر مما يتوقعان، ولكن الحل في الاستماع والاحتواء وتقبل الاختلاف كجزء من الحياة وخلق مساحة مشتركة مريحة للطرفين والتخلي عن أنانية كل طرف في سبيل المصلحة العامة للأسرة والبيت.

كيف تديرين حياتكِ الزوجية لتجنب الطلاق؟.. خبيرتا علاقات أسرية توضحان

كيف تديرين حياتكِ الزوجية لتجنب الطلاق؟.. خبيرتا علاقات أسرية توضحان

كيف تديرين حياتكِ الزوجية لتجنب الطلاق؟.. خبيرتا علاقات أسرية توضحان
كيف تديرين حياتكِ الزوجية لتجنب الطلاق؟.. خبيرتا علاقات أسرية توضحان